وبعد بداية جنونية للقادسية وللوافد الجديد الثقبة، أصيبت كل التوقعات مع اقتراب الدور الأول من النهاية بصدمات الواقع المرير، الذي يوجه رسائل واضحة لأبناء المنطقة بوجوب العمل الجاد، وخصوصا على مستوى الفئات السنية، من أجل استعادة الواجهة المشرقة، في ظل العجز الكبير عن مجاراة الكثير من الأندية الأخرى على صعيد المستوى المادي.
«اليوم» توقفت عند أوضاع فرق المنطقة الشرقية خلال الجولات الـ (18) الماضية، والتي حملت تباينا وتقلبات كثيرة على صعيد المستويين الفني والنتائجي منذ لحظة الانطلاقة، نضعها في التقرير التالي..
القادسية الأكثر ثباتا والأوفر حظا
فرط القادسية في عدد من لاعبيه، وتعاقد مع مدرب مغمور أثار امتعاض محبيه وعشاقه، لكن البدايات رسمت واقعا جميلا لمشوار أبناء الخبر في دوري الأمير محمد بن سلمان لأندية الدرجة الأولى، حيث أظهر الفريق القدساوي عنفوانا كبيرا ورغبة جادة في الظهور بالمظهر الذي يسهل دروبه نحو العودة لدوري المحترفين السعودي، وهو ما قاده خلال الجولات الأولى للتفرد بالصدارة وبفارق كبير عن أقرب منافسيه رغم التعادل الذي صاحبه الكثير من الجدل أمام البكيرية، ثم الخسارة خارج أرضية الميدان أمام النهضة في الجولة الخامسة بسبب مشاركة أحد اللاعبين الموقوفين.
وحينما توقع الجميع أن يتأثر القادسية بتلك الخسارة الأليمة، نهض «بنو قادس» من جديد، وحققوا الانتصار تلو الآخر حتى نهاية الجولة الـ (9)، قبل الدخول في مرحلة انعدام توازن لم تنته إلا بتعادل الفريق في خمسة لقاءات متتالية، وبعودته إلى دائرة المنافسة بعدما كان أشبه بالنجم الذي يصعب الوصول له.
القادسية عاد لسكة الانتصارات بالتغلب على حطين، وتوقف اضطراريا في محطة الطائي، قبل أن يعود للتحليق في سماء الانتصارات عبر النجوم في الجولة الأخيرة، ليحتل مركز الوصافة برصيد (33) نقطة، وبفارق نقطة وحيدة عن المتصدر العين، مع امتلاكه لمباراة مؤجلة، قد تمنحه الصدارة في حال عدم خسارته للنقاط قبل خوضها.
وكانت الإدارة القدساوية قد بدأت في مرحلة تدعيم صفوف الفريق الأول لكرة القدم من أجل تحقيق حلم العودة لدوري الأضواء السعودي، حيث استقطبت منذ انطلاق فترة الانتقالات الشتوية اللاعبين المحليين حسين الشيخ وناصر العبدلي، مع وجود بعض التحركات الجادة لاستقطاب عدد من اللاعبين المحترفين، يبرز منهم أحد المهاجمين الذين شاركوا في «خليجي 24» مؤخرا.
الهدوء سلاح الباطن الأهم
العمل بهدوء هو كل ما كانت إدارة الباطن برئاسة ناصر الهويدي تسعى له خلال المرحلة التي سبقت انطلاق منافسات دوري الأولى، هادفة إلى إبعاد الفريق عن كافة الضغوطات التي قد تؤثر على مشوار الفريق، وتعرضه للكثير من الهزات، التي قد تساهم في تضرره، وابتعاده عن مراكز المنافسة.
ويبدو أن تلك الخطة قد أتت بثمارها، فقد بدأ «السماوي» بفرض سطوته شيئا فشيئا تحت قيادة مدربه البرتغالي خوسيه جاريدو، الذي خلف التونسي رضا جدي، وتعامل بذكاء كبير مع مختلف التحديات، ليقود الفريق نحو مزيد من التقدم في جدول الترتيب العام، حيث كاد يخطف الصدارة في الجولة الماضية لولا الاكتفاء بالتعادل مع جدة في الدقائق العشر الأخيرة من عمر المواجهة، التي جمعت بينهما على أرض الباطن وبين جماهيره.
الباطن، الساعي للعودة السريعة إلى صفوف أندية دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، بات يحتل المركز الثالث في سلم الترتيب العام برصيد (32) نقطة، وهو يمتلك القدرة على خطف الصدارة في حال نجاحه في تخطي عقبتي البكيرية في الجولة المقبلة، والقادسية في المباراة المؤجلة بينهما، والتي قد تحمل الكثير من الأخبار السارة لكليهما.
ويتوقع أن ينشط الباطن على مستوى التعاقدات خلال فترة الانتقالات الشتوية، من أجل تدعيم الفريق بمحترفين على مستوى عال جدا، وخصوصا في مراكز المقدمة، التي يتأمل عشاقه بأن تكون أكثر فاعلية في حسم المواجهات المقبلة، التي تغير كل واحدة منها الكثير على الصعيد الترتيبي.
«الثقبة».. عنوان المفاجأة
كانت الواقعية تشير إلى أن الوافد الجديد لدوري الدرجة الأولى نادي الثقبة سيعاني الأمرين، وسيتواجد ضمن الفرق التي تصارع من أجل الهروب من مناطق الخطر في مؤخرة الترتيب العام، لكن المفاجأة تمثلت في أن الثقبة كان أحد أبرز فرق الدوري خلال الجولات الـ (18) المنقضية، بل والمفاجأة التي رفعت من حجم التطلعات لدى عشاقه ومحبيه، ولدى كافة أبناء المنطقة الشرقية.
الثقبة استعد بشكل مميز للموسم بقيادة التونسي المنذر العذاري، المدرب الخبير الذي يمتلك دراية كبيرة جدا بكرة القدم السعودية، وبدوري الدرجة الأولى على وجه الخصوص.
ووسط دعم كبير جدا من قبل إدارة الثقبة برئاسة خالد الصياح، شق الثقبة طريقه نحو المقدمة، وكان قريبا من الصدارة في عدة جولات، قبل أن يتراجع في الجولات الأخيرة، ويحتل المركز السابع برصيد (27) نقطة، لكن الفارق بينه وبين المتصدر العين لم يتجاوز النقاط السبع، وهو ما حفز الإدارة الثقباوية على العمل بشكل أكبر من أجل تدعيم الفريق خلال فترة الانتقالات الشتوية الحالية، حيث انطلقت تعاقداته بجلب الدولي موسى زنجو لاعب منتخب بوركينا فاسو، قبل انتداب الدولي التونسي أسامة العمدوني ولاعب الوسط عبدالرحمن القحطاني، بالإضافة للظهير الأيسر مهند الشيخ.
النهضة قادر على العودة
بدأ النهضة الموسم الحالي بشكل متواضع، وهو ما شكل إحباطا كبيرا لمحبيه، الذين كانوا يمنون النفس بتواجد الفريق مبكرا في مراكز المنافسة على البطاقات المؤهلة لدوري الأضواء السعودي.
ورغم تلك البداية البعيدة عن المثالية، فإن «مارد الدمام» بدأ في تقديم بعض المباريات الكبيرة منذ الانتصار الذي حققه على القادسية بـ «الاحتجاج»، لينجح في حصد (26) نقطة جعلته يحتل المركز التاسع في جدول الترتيب العام، مع امتلاك القدرة على العودة والمنافسة بكل قوة على الصعود خلال الدوري الطويل والمليء بالتقلبات، خاصة في الجولات الأخيرة منه.
أما إذا ما أراد النهضة المنافسة بشكل جدي خلال المرحلة المقبلة، فعلى إدارة ناديه برئاسة لطفي الدوسري تدعيم صفوف الفريق بشكل جدي خلال فترة الانتقالات الشتوية، وتلبية طلبات التونسي عفوان الغربي، الذي نجح في تخطي تحديات مشابهة في تونس.
الخليج يستعيد أمواجه الهادرة
عانى الفريق الأول لكرة القدم بنادي الخليج الأمرين منذ بداية الموسم تحت قيادة المدرب الكرواتي ألين هورفات، الذي عجز عن فهم أسرار «الدانة»، وما تتطلبه منافسات دوري الأمير محمد بن سلمان لأندية الدرجة الأولى لكرة القدم من تعامل وأساليب لعب تختلف تماما عن مختلف الدوريات الأخرى.
ورغم الوضوح التام لاستحالة حدوث التجانس بين المدرب الكرواتي ولاعبيه، أصرت الإدارة الخلجاوية على منحه المزيد من الفرص، حتى بات الخليج اسما لا يرعب خصومه أبدا.
التراجع الكبير، ووجوب التدخل العاجل أجبر مسؤولي «دانة سيهات» على وضع نهاية لمسيرة المدرب الكرواتي، والاستعانة بخدمات المدرب التونسي المساعد محمد التلمساني، الذي نجح سريعا في وضع خطة الشفاء، وأعاد للخليج أمواجه الهادرة، ليحقق انتصارين متتاليين على البكيرية والكوكب، ويتعادل سلبيا أمام الشعلة، في لقاء كانت الأفضلية واضحة فيه لأبناء سيهات.
وساهمت النتائج الإيجابية والمستوى الرائع الذي قدمه الخليج خلال الجولات الثلاث الماضية، في تقدم «الدانة» بجدول الترتيب العام، ووصوله للمرتبة الرابعة عشرة برصيد (22) نقطة، وهو ما يجعل مهمته في المنافسة ليست بالمستحيلة، في حال نجحت الإدارة الخلجاوية في تدعيم صفوف الفريق بعدد من اللاعبين المحليين والأجانب المميزين خلال فترة الانتقالات الشتوية، مع ضرورة حسم مسألة الجهاز الفني الذي سيقود الفريق خلال المرحلة المقبلة، دون ارتكاب نفس الأخطاء بالتعاقد مع مدرب لا يتناسب أسلوبه مع أسلوب الخليج ودوري الدرجة الأولى.
الأجواء الرائعة التي يعيشها الفريق الخلجاوي منذ إقالة المدرب الكرواتي، والروح المعنوية العالية اكتملت بمفاجأة من العيار الثقيل، تمثلت في عودة الهداف التاريخي لـ «الدانة» حسين التركي، عقب دخوله الفترة التي تتيح له التدريب برفقة ناديه مع اقتراب فترة إيقافه التي امتدت لـ (4) أعوام على نهايتها.
التركي يعيد رونق الجيل
صدمة كبيرة جدا أصيب بها عشاق الفريق الأول لكرة القدم بنادي الجيل، خاصة وأن كافة الظروف كانت مهيأة من أجل أن يواصل الفريق عنفوانه الذي كان عليه الفريق خلال منافسات الموسم الماضي، والذي كان قريبا خلاله من الصعود لدوري الأضواء السعودي، لكن الواقع كان مؤلما تحت قيادة المدرب التونسي لطفي السبتي الذي حقق نجاحات كبيرة برفقة الفريق في الموسم الماضي، لتتم إقالته والاستعانة بمساعده منذر مخلوف، الذي لم ينجح في تقديم أي إضافة تذكر للفريق، والذي ظل يترنح في مراكز المؤخرة بجدول الترتيب العام.
وفي إطار سعيها لإنقاذ الفريق قبل فوات الأوان، اتخذت إدارة نادي الجيل قرارا بمنح الثقة للمدرب الوطني أحمد التركي، الذي نجح في انتشال الفريق من وضعه الهزيل، وقاده للانتصار في مواجهتين متتاليتين مما رفع من رصيده إلى (21) نقطة، ليحتل بها المركز الخامس عشر، ويعيد آماله في العودة للمنافسة، خاصة مع انطلاق فترة الانتقالات الشتوية، التي قد تغير الكثير في صفوف الفريق.
النجوم يختفي وسط الزحام
أخبار متعلقة