ما أحوجنا إلى النجباء، فبالنجباء تعيش المجتمعات جودة الحياة، وتنمو وتتقدم.
من يؤسس فكره ويبني ذاته بمنهجية رصينة هو نجيب، ونحن بأمس الحاجة إليه، فالمجتمعات لا ترقى بالضعفاء والمدعين.
من يملك قلبا نقيا يجمع ولا يفرق، لا يُسمِع إلا الكلمة الجميلة، ولا يُري إلا الفعل الحميد، ذو علاقات متميزة مع الجميع هو نجيب ونحن بأمس الحاجة إليه، فمن أشد ما تعانيه المجتمعات تعصب المتعصبين وظنون السيئين وألسنة وأقلام الساعين بالفرقة والشتات.
من يبذل لمجتمعه في كل مكان يحل فيه، قطاعا حكوميا أو خاصا أو خيريا أو إعلاميا مقدما المصلحة العامة على المصالح الشخصية الضيقة هو نجيب ونحن بحاجة إليه، فخير الناس أنفعهم للناس والمجتمعات لا تتقدم إلا بالباذلين.
من يحب لغيره ما يحب لنفسه، فيدعم الناجحين ويفرح بتميزهم هو مؤمن نجيب، والأجيال تلو الأجيال بأمس الحاجة إلى المؤمنين النجباء، فهؤلاء يبنون همما ويسهمون بكلماتهم في تحقيق طموحات ويذللون بتوفيق الله في وجه العاملين عوائق وصعوبات فتسير المجتمعات بإذن ربها.
ولقد حظي بالنجابة فجمع ذلك كله أستاذنا النجيب نجيب بن عبدالرحمن الزامل الذي سبقنا إلى دار البقاء يوم السبت التاسع من جمادى الأولى عام 1441 هـ غفر المولى له ورحمه وألهم ذويه ومحبيه – وما أكثرهم- الصبر والسلوان.
لقد كانت بداية تواصلي الذي لم يتوقف مع النجيب نجيب مع المقالات الأولى لي في صحيفتنا اليوم، حيث وردني اتصال ذات مساء بعد أن سعى في الحصول على رقمي، فأكرمني الله بسماع كلمات تقطر نجابة ورقيا وعذوبة، ختمها بتخوفه – بطرفته المعهودة- من المنافسة، فقلت وما زلت أقول: أين الثرى من الثريا يا أبا يوسف؟!
لقد كتب النجيب يوما فيما سماه إيقونة مقالاته كما سماها «الصلاة تغيرنا ونحن نغير العالم» وقد صدق فبكلماته الجميلة غير عالما وسيغير في قادم الأيام، فهو مدرسة نجابة ونقاء لن يرضى النجباء بإغلاقها، والكلمات الطيبة لا ترحل حتى ولو رحل أصحابها.
رحمك الله يا نجيب، فقد ولدت نجيبا، وعشت نجيبا، ورحلت نجيبا، بعثك الله نجيبا في دار الأتقياء النجباء.