كما هي الحال مع كل أزمة تسببها إيران بنفسها، أو عبر وسطائها، يحدثوننا عن الدهاء الفارسي والذكاء الإيراني. ويستشهدون بالعرب الذين أغرتهم إيران فوالوها ودافعوا عنها ولا يزالون. حدث ذلك، أيضا، حين كتبت تغريدة قلت فيها إنكم صدعتمونا بالذكاء الفارسي إلا إذا كنتم تقصدون (الذكاء التدميري).
التدليل على دهاء الفرس بموالاة بعض العرب لإيران مردود عليه لأكثر من اعتبار. الاعتبار الأول: السذاجة الدينية والسياسية لدى بعض العرب الذين تخدعهم الشعارات والعنتريات التي تدغدغ مشاعرهم وتؤثر عليهم بكل بساطة، سواء أكانت من إيران أم من غيرها.
الاعتبار الثاني: إن الغريق يتعلق بقشة، وكثير من العرب أغرقتهم أنظمتهم في بحار الفقر والفاقة فأتت إيران ووظفت بعضهم كمرتزقة يوالونها بحسب ما تطعمهم وتسقيهم وتغض الطرف عن فسادهم. وهو ما حدث في العراق بالذات، وفي لبنان وسوريا واليمن بقدر ما.
في مقلب آخر كيف لم تفهم إيران ودهاتها إنذارات وتهديدات الرئيس ترامب، وواصلت صلفها واستكبارها إلى أن تلقت هذه الصفعة على أم رأسها بمقتل سليماني الذي يعتبر الرجل الثاني في النظام الإيراني بعد خامنئي.؟!
الحقيقة أنه ليس هناك ذكاء زائد ولا دهاء فائق، بقدر ما أن إيران دولة مارقة؛ بسبب طبيعة نظامها وخضوعها لأيديولوجيا مذهبية تدميرية. وقد عرف التاريخ مثل هذه الأنظمة التي تبدو شديدة الذكاء ثم تسقط في النهاية سقوطا مدويا. بعد حين فإن ما سيذكره التاريخ أن النظام الإيراني هو (داشر) الحي الذكي الذي قتله ذكاؤه أو دهاؤه.!!