الكل يعلم أن إيران ومنذ قيام الثورة المشؤومة في العام 1979م، هي دولة لا تستطيع أن تعيش حكومة الملالي فيها دون وجود عدو خارجي. وقد لا يعلم الكثير أن اندلاع الحرب العراقية - الإيرانية في العام 1980م هي في الحقيقة مَنْ أنقذ ثورة وتسلط الملالي بعد أن قام نظامها بتوجيه كل الأنظار لهذه الحرب. ورغم شراسة الحرب وانشغال إيران بها، إلا أن ملالي طهران كانوا يقومون بإثارة القلاقل والتدخل في شؤون بعض الدول، وإنشاء خلايا لها وسط تجييش وتجنيد الكثير من السذج؛ لإنشاء منظمات إرهابية موالية لها في هذه الدول. وبعد توقف الحرب في العام 1988م نشطت إيران في عدائها مع الخارج، خاصة أن الوضع الداخلي فيها كان ينذر بانفجار يهدد سلطة الملالي، وقامت بإخماده من خلال إعدامات جماعية بدأت تطفو على السطح معالم فظائعها. وبعد ذلك استمرت إيران في إظهار العداء لكل العالم الخارجي. ولكن هذا ما كانت إيران تصبو له. ويتضح ذلك من خلال كونها أكثر دولة يتم فيها الهجوم على البعثات الدبلوماسية والقنصليات والسفارات لكثير من الدول تحت أنظار حكومة الملالي.
وفي السنوات القليلة الماضية، ووسط خناق الحصار الاقتصادي هوت العملة الإيرانية بشكل كبير، وتدهور سوق التصدير لتقوم إيران باستخدام العراق لتمرير منتجاتها وسرقة نفط العراق، وبالطبع السيطرة على كل مقدرات العراق. واستمرت إيران ومن خلال العراق، وكثير ممن يوالونها في العراق وربطها بكل ما تقوم به إيران من مخططات تجعل العراق في مرمى أي رد. وبدأت إيران بهجمات إرهابية على المملكة، والتعرض لسفن تجارية في عرض البحر. ولكن في الآونة الأخيرة تنبه الكثير من نوايا الملالي ليقوموا بحراك شعبي قام نظام الملالي بسحقه، وقتل الكثير ليأتي بعدها شعور في العراق بأن إيران في الواقع دولة تسيطر على مقدرات العراق. وقام الكثير من العراقيين بالتحرك الشعبي ضد كل ما هو إيراني لتقوم بعدها ومن خلال عملائها في العراق بالهجوم على السفارة الأمريكية في بغداد ليضعوا العراق في مرمى الرد الأمريكي. وهذا أيضا ما قامت به إيران في لبنان وسوريا واليمن من خلال تنفيذ أجنداتها، ووضع شعوب تلك الدول في واجهة أي تبعات تحدث بعد تدخلات إيران. وباختصار، فإيران لا تبني الدول، التي تتدخل فيها، بل تستغلها في تمرير العداوة للآخرين. فإيران دولة لا تستطيع العيش دون وجود عدو خارجي لكي تشعل النيران وتلهي شعبها.
mulhim12@