والدعم التركي لليبيا لم ينقطع منذ بداية الحرب الأهلية في ليبيا، إلا أن هذا الدعم بدأ يأخذ في الآونة الأخيرة شكلاً علنياً، وخاصة مع بداية العملية العسكرية في العاصمة طرابلس في أبريل الماضي بقيادة الجيش الليبي. فرغم القرار الدولي بحظر السلاح عن ليبيا، فإن تركيا نزلت بكل ثقلها في دعم حكومة الوفاق وأرسلت عددا كبيراً من شحنات الأسلحة والطائرات المسيرة إلى قواتها لمساعدتها في مواجهة قوات الجيش الليبي، مما أدى إلى تزايد حدة الصراع الميداني بين طرفي النزاع. والآن من خلال مذكرة التفاهم التي وقعت بين أنقرة وحكومة الوفاق سوف تزيد من شحنات الأسلحة إلى الميليشيات المسلحة الموالية لحكومة الوفاق، براً وجواً، لتعزيز سلطة الإخوان في ليبيا من بوابة طرابلس ومصراتة. والتطور الخطير هو إرسال مرتزقة من تركيا للقتال في ليبيا. فقد لوح أردوغان في أكثر من مناسبة مؤخراً، بأنه سوف يرسل قوات إلى ليبيا، إذا طلبت حكومة طرابلس ذلك. وقد سعى أردوغان بالفعل إلى تكوين جيش من المرتزقة للقتال في ليبيا. حيث كشفت تقارير إخبارية عن وصول مرتزقة من سوريا إلى ليبيا، جندتهم تركيا للقتال إلى جانب الميليشيات الداعمة لحكومة فايز السراج في مدينة طرابلس، لمواجهة الجيش الوطني الليبي. وقد تداول ناشطون ليبيون على مواقع التواصل الاجتماعي، السبت (28 ديسمبر 2019) تسجيلاً مصوراً يظهر عدداً من المرتزقة السوريين الذين وصلوا إلى طرابلس عبر تركيا، لدعم الميليشيات المسلحة في العاصمة الليبية. ونقلت كذلك صحيفة «العرب» الدولية عن مصادر ميدانية وسياسية قولها، إن حوالي ألف مسلح وصلوا من سوريا إلى طرابلس عبر تركيا خلال اليومين الماضيين للقتال في صفوف ميليشيات طرابلس. وتجدر الإشارة إلى أن عدنان تانري فردي، المستشار العسكري لأردوغان، أكد على ضرورة تأسيس أنقرة شركة عسكرية خاصة للمساعدة في تدريب الجنود الأجانب، على اعتبار أنها أداة جديدة في السياسة الخارجية لتركيا، مثل «بلاك ووتر» الأمريكية أو «فاغنر» الروسية، مشبها إياها بالصادرات الداعمة للاقتصاد. ويعتقد كثير أن الجنرال فردي بامتلاكه شركة عسكرية خاصة هي «سادات» أنها هي القوة شبه العسكرية الموالية للرئيس التركي وأنها سوف تقوم بدور جيش المرتزقة في لبيبا. واعتمادا على موقع «نورديك مونيتور» السويدي فان القوة القتالية للجيش الخاص المقترح سوف تتكون من جنود متقاعدين مخضرمين، وبأن المعدات والأسلحة سيقدمها الجيش التركي. وقد اعتبر نائب تركي أن مذكرة التفاهم بين أنقرة وحكومة الوفاق معدة لتجاوز السلطة التشريعية وإفساح الطريق أمام شركة «سادات».
إذاً نحن أمام تحول خطير بالمنطقة، أمام نظام يتجاوز كل الأعراف الدولية والمواثيق ويسير على خطى النظام الإيراني عبر تأسيس ميليشيات شبيهة بالحرس الثوري داعمة لجماعة الإخوان الإرهابية بالمنطقة. وهذا التحول هو محاولة لتعزيز الفوضى والتوسع من خلال الاستمرار في ضرب مفهوم الدولة الوطنية في المنطقة.
@Alothaimin