استضافت جمعية الثقافة والفنون بالدمام معرضا للفنان النحات عبدالعزيز الرويضان، بمشاركة أستاذه النحات الراحل عبدالله العبداللطيف. ظهرت موهبة الرويضان مبكرا فانضم إلى معهد التربية الفنية بالرياض، كانت مشاركاته متفرقة بين معارض تقام في مدينته الدوادمي، وبين معارض الرئاسة العامة لرعاية الشباب، إلى أن نشط فرديا فخرج إلى بعض المدن كالرياض والكويت وجدة بمعارض فردية لفتت إلى تجربته. يغلب في أعمال المعرض جدتها وقد اشتغلها خلال الفترة الأخيرة بإصرار وبحث في معطيات الخامة. أعماله تتنوع بين اهتماماته الإنسانية وتشكيلاته الجمالية، التي تستوحى من الطبيعة، وما يمكن أن تمنحه القطعة التي يختارها من مناطق قريبة من مدينته، يرى فيها ما يمكن أن تحققه من أفكار أو مواضيع تلتقي وبعض أعماله المبكرة في تجاوزها للتشكيلات الجمالية، التي يشتغلها معظم أبناء مدينته، إلى استيحائه من الهيئة الإنسانية في مواضيع الأمومة، كما يستوحي من حركة وهيئات بعض الكائنات الحية، ربما اختلافه عن أقرانه واضحاً، سعيا في تحقيق نتيجة تحمل سمات تجربة نحتية مغايرة محليا، فكانت مواضيعه تتفرق بين حركة إنسانية بحواف لينة وعاطفية وبين أفكار تستوحي في بعضها الآلة الموسيقية أو من إيحاءاتها، أو مجاميع إنسانية يقوم الفراغ فيها بتعميق الفكرة ومنحها بعدها الجمالي، تتميز أعماله برهافة الحس وبتكوينات بعضها دقيقة تتطلب المهارة والدقة، وكان قادرا على تحقيق ذلك. الإيحاء الإنساني واضح في مجمل الأعمال مع اشتغاله على الكتلة وترهيف الحواف وبعض الأجزاء، وقليل من الأعمال نجدها مصمتة ومثقلة بالكتلة الحجرية، لكنه بالمقابل يسعى إلى تفريغها من ثقلها إلى ترديد يعمق الفكرة ويمنح العمل جماله وحيويته، الملاحظ أن هذا الفنان لم يشارك في أي من المشاريع النحتية أو السمبوزيومات، التي تشهدها البلاد خلال الأعوام الأخيرة، كتلك التي تنظمها وزارة الثقافة أو معهد «مسك».
solimanart@gmail.com