أفق رؤية المملكة التي وصف سمو ولي العهد مداها ارتفاعا بأنها تعانق عنان السماء سيبدأ من التراث، ولن ينتهي بتقنيات النانو والذكاء الصناعي، ومشاريع الطاقة، وقفزات الاستثمار الدولية العملاقة، وصناعة التنمية متعددة الهويات والأبعاد.
تأتي رعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظه الله- مساء اليوم حفل سباق نادي الفروسية السنوي الكبير على كأس سموه لجياد الإنتاج والمستورد، وذلك على ميدان الملك عبدالعزيز بالجنادرية، تحقيقا لأحد هذه المفاهيم، وتجسيدا لمشهد آخر من مشاهد عديدة تحقق فيها خطط التحول الوطني في المملكة في كل ما هو معني بتاريخ وحاضر ومستقبل هذه الرياضة، ورياضة سباقات الخيل واحدة من أبرز الموروثات الوطنية التي ترسم ملامح المسابقات التراثية الأصيلة التي يهتم بها أهل هذه البلاد حكومة وشعبا، والتي حظيت برعاية القادة والملوك منذ عهد الملك المؤسس -طيب الله ثراه- وحتى هذا العهد الزاهر بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، الأمر الذي يعكسه اهتمام سمو ولي العهد شخصيا بهذه الرياضة، إلى جانب العناية بالهجن وسباقاتها، وإنشاء نادي الإبل عام 2017م تحت إشراف سموه بوصفه المشرف العام على النادي، وذلك للتعريف بالإبل وارتباطاتها بالتراث الوطني، وتنظيم مسابقاتها ومشاركاتها الخارجية، وإقامة المزادات لها، وإدارة المواقع والمحميات الخاصة بها في المملكة، وإجراء الدراسات والبحوث بشأنها بالتعاون مع مراكز البحث العلمي في الجامعات، إلى جانب تأسيس نادي الصقور السعودي في العام ذاته، وإقامة معرض للصقور والصيد في المملكة، ومهرجان الملك عبدالعزيز للصقور، بغية إيجاد رابطة للصقارين السعوديين والحفاظ على هذه الهواية التراثية والحفاظ على الصقور ورعايتها. كل هذه المناشط التراثية وغيرها تأتي لتؤكد أن ما رعاية سموه الكريم اليوم لهذه الفعالية التراثية الأصيلة إلا تأكيد حقيقي لشمولية الرؤية لكافة أبواب الحياة العامة وتفاصيلها، بكل ما فيها من التنوع، والتعددية، واتساع مساحة خيارات الإنجاز، وهذا ما يضفي عليها المزيد من الأهمية، خصوصا حينما يكون الدعم لهذه النشاطات بمثل هذا السخاء ماديا ومعنويا، مما يزيد من تمسك هذه الرؤية الوطنية الكبرى بقواعد التراث والأصالة، وربطها مع قاطرة المعاصرة ليتوازى العمل في المسارين عبر استدعاء تراثنا الوطني بكل ألوانه وتنوعاته، ليسير بمحاذاة توجهنا إلى المستقبل يدا بيد، لتتحقق معادلة النهضة التي تتجه بحماس إلى حاضرها بأمجاد ماضيها.
article@alyaum.com