من حق العربي أن يفخر بلغته ويحمد الله أن جعله عربياً، فلغتنا هي لغة ديننا، حيث اختار الله جل جلاله هذه اللغة لحمل كلامه سبحانه، وبالتالي فهي بوابة فهم الدين، وكم من مسلم غير عربي يتمنى لو كان متقناً للغة العربية، كما أن لغتنا هي هويتنا، وسبب رئيس من أسباب وحدتنا واجتماع كلمتنا، فاللغة توحّد واختلافها سبب للتفرق، وفوق ذلك فللغة العربية متعة لا يعرفها إلا مَنْ أتقنها واستمع لمَنْ يتقنها!
كل هذا يحتاج من العربي إلى اعتزاز وحرص على الإتقان والبذل والعطاء من أجل هذه اللغة العظيمة، فاستبدال العربي للغة أخرى مكان لغته هو علامة ضعف، إن لم يكن على المستوى الفردي فعلى مستوى المجتمعات، ولذلك يجب أن تبذل الجهود على مستوى الأفراد والمؤسسات من أجل لغتنا.
المثقف يجب أن يحرص على أن يقدم نتاجه مكتوباً أو منطوقاً بلغة سليمة وقوية، وهذا يحتاج إلى ثراء لغوي بالقراءة والاطلاع والاستماع، بالإضافة إلى تعلم القواعد الأساسية أو الاستعانة بالقادرين.
خطيب الجمعة، الذي يقدم فوائده كل جمعة يحتاج إلى أن يكون خير مثال على المعتزين بلغة الضاد، بإتقانه لخطبته حتى يؤثر في الناس ويحسن تقديم المادة لهم.
المدرسة والجامعة يجب أن تضعا تعلم اللغة العربية على رأس الأولويات، ليس من المتخصص في اللغة العربية فقط -مع أهمية دوره ومحوريته- بل من جميع المعلمين، فالضعف في اللغة العربية سيكون له انعكاسه على المواد الأخرى، مع التركيز على دور المتخصص في اللغة العربية بأن يحرص على الإتقان في عرض بضاعته الشريفة، فدور المتخصصين في اللغة ما زال دون المأمول كما أرى.
البيت عليه مسؤولية تجاه أفراد البيت، فالاهتمام باللغة العربية لا يجب أن يقل أبداً عن الاهتمام بتدريس اللغات الأجنبية، ولو وضعت برامج علاجية خاصة للضعيف من الأبناء في اللغة، فهو أمر ضروري.
قيل لزياد بن أبي سفيان: أيها الأمير! إن «أبينا» هلك، وإن «أخينا» غصبنا على ميراثنا من «أبانا»، فقال زياد: ما ضيعت من نفسك أكثر مما ضاع من ميراث أبيك، فلا رحم الله أباك حيث ترك ابناً مثلك!
shlash2020@