أخبار متعلقة
يتعملق هذا الأزرق عندما يواجه الكبار، ترتل أمواجه داخل المستطيل الأخضر (قارئة الفنجان) لنزار، ويصدح بصوت عبدالحليم في سحبة كاريلو وانطلاقة سالم وعزف إدواردو، حتى أن المشاهد يخيل له في بعض دقائق النزال أنه مسمتع لغناء أكثر منه لمشاهدة مباراة كرة قدم.
حتى والصافرة تُمارس القسوة عليه، لا يلقي لها بالا، ويواصل عزفه بمهارة يشهد لها الخصم قبل الصديق، كان ذلك جليا في نزال الترجي الذي كان في أغلب فترات المواجهة متفرجا ومستمتعا بثرثرة الهلال داخل الملعب.
حاولت مع نهاية الشوط الأول أن أتغنى بنجم أو اثنين كأفضلية في الفرقاطة الزرقاء، فكان لحن الأفضلية نشازا، فالعزف العادل كان لـ 11 لاعبا كانوا في الموعد فنا ومهارة وأداء وقتالية وإتقانا، وكانت الصافرة والحظ هما النشاز في حفلة الـ45 دقيقة الأولى.
الترجي اسم عريق، لكنه أمام الهلال أشبه بغريق، لم يتحمل السير بقاربه وسط الأمواج الزرقاء المتلاطمة في بحر (السد) فسقط شراعه، فالرياح الزرقاء كانت شديدة رغم رحمتها بإهدار الفرص المتتالية.
مغامر لا، داهية نعم، هو لوشيسكو الذي حرك حجر الشطرنج بعد أن صام لاعبوه عن التسجيل، فزج بالأسد قوميز على حساب أفضل لاعب وسط في المباراة كويلار، وغمزت السنارة كالعادة مع قوميز بهدف ولا أحلى.
كان الهلال في أمسية الأمس بدرا وقمرا، أخفى عراقة الترجي بفن باذخ، حتى مع الفوز الأزرق والمباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة عشاق الأزرق والعارفون في فنون كرة القدم لا يريدون أن يطلق الحكم صافرة النهاية، لأن الهلال بلغ منتهاه فنا وإبداعا ومهارة.
بحق.. إنه الهلال العالمي الذي لا يهزه هدير الجماهير من اليابان إلى الدوحة، فهو الفريق الذي يبسط نفوذه بفن راق لا يضاهي فن شرق آسيا ولا عراقة أفريقيا.
إنه الهلال يا سادة، منبع الفرح والسعادة، ولا عزاء لمن لا يرى الهلال بطلا.