صنع الغزال الأسمر طلال المشعل له كاريزما خاصة في الهجوم السعودي، وفي طريقة تسجيل الأهداف، جعلت منه لاعبًا لا يُنسى في الذاكرة، خصوصًا مع أهدافه الحاسمة، فمَن ينسى هدف التعادل أمام الكويت في كأس أمم آسيا، وهدفيه على كوريا في نصف نهائي البطولة ذاتها، وهدفه في مواجهة قطر ببطولة خليجي 15 مؤكدًا أنه علامة بارزة، وأحد أبرز المهاجمين الذين كانوا يأملون الاستمرار في الملاعب، ومواصلة كتابة التاريخ بشكلٍ أكبر.
مَن يقترب من السيرة الحافلة لهنري العرب الذي كانت بداياته في درجة البراعم بالنادي الأهلي حتى وصوله للفريق الأول يعرف أنه عُملة نادرة بداية من بروزه في درجة الأولمبي مع المنتخب السعودي، وتواصلًا مع أهدافه الحاسمة مع نادي الأهلي حتى استطاع أن يكون أحد أبرز المهاجمين السعوديين حتى يومنا هذا، حيث استطاع أن يكون رابع الهدافين برصيد 30 هدفًا بعد ماجد عبدالله، وياسر القحطاني، وعبيد الدوسري.
وتبقى مسألة عدم اختياره في قائمة المنتخب السعودي في نهائيات كأس العالم 2002م بكوريا واليابان من الفترات الصعبة التي عاشها هذا المهاجم خصوصًا بعد حصوله على لقب هداف التصفيات التي سبقت هذه المشاركة العالمية برصيد 12 هدفًا، حيث فقد الأخضر مهاجمًا مؤثرًا في تلك المشاركة الثالثة في تاريخ مشاركات الأخضر العالمية.
ولعب هذا النجم لثلاثة أندية جماهيرية، بداية من الأهلي، وإعارته لنادي النصر، ونادي الإتحاد، وسجّل العديد من الأهداف التي كانت بطريقته الخاصة قبل أن ينتهي به المطاف بإصابة بالغة، انتقل بعدها إلى الرائد، ومع تجدّد هذه الإصابة أعلن وداع الملاعب.. في مسيرةٍ قد لا تكون طويلة جدًا، ولكن في ذات الوقت مؤثرة، ولها ذِكراها في الجماهير التي عاصرت إبداعاته.
توجّه هذا النجم الخلوق الهادئ، بعد نهاية مسيرته، إلى عالم التدريب الفني، حيث يتواجد اليوم في تدريب الفئات السنية الإتحادية مع تواجده في بعض البرامج الفضائية، وربما يسعى لكتابة تاريخ جديد في عالم التدريب، وأن يدوّن في صفحاته أمجادًا جديدة، خصوصًا مع خوضه هذا التحدي - التدريب الفني - الذي يهرب منه بعض النجوم بعد الاعتزال.