أعمال قمة الأمن الإقليمي الخامسة عشرة التي بدأت أعمالها يوم أمس الأول بالمنامة، ركزت تركيزا خاصا على أهمية الاعتناء بالأمن والاستقرار العالميين وأهمية تعزيز مفهوم الخبراء الدوليين من ساسة وعسكريين وأمنيين ومفكرين تحقيقا لتوحيد الجهود المشتركة تجاه تحقيق السلام والاستقرار المنشودين، وقد ناقشت تلك الأعمال عدة أوراق تناولت القضايا السياسية والأمنية بمنطقة الشرق الأوسط لاسيما ما يتعلق منها بمكافحة الإرهاب حول العالم والوصول إلى أمن إقليمي في المنطقة يحول دون تفشي ظاهرة الإرهاب المقيتة في ربوع دول المنطقة والحفاظ على أمنها واستقرارها من خلال وضع الآليات المناسبة لمكافحة تلك الظاهرة والسيطرة عليها.
ولا شك أن النظام الإيراني من خلال تدخلاته السافرة في شؤون دول المنطقة ومحاولته التأثير على قراراتها السياسية ودعم المنظمات الإرهابية في أرجائها كما هو الحال في الجنوب اللبناني وكما هو الحال من خلال الدعم الإيراني اللامحدود للميليشيات الحوثية في اليمن وكما هو الحال في دعمه للتنظيمات الإرهابية في سوريا والعراق، لا شك أن النظام في هذه الحالات يتبنى منهجا ظلاميا خطيرا يتطلب من دول المنطقة والمجتمع الدولي وسائر الدول المحبة للسلام والحرية والاستقرار مواجهته والتصدي لعدوانه.
وذلك النهج العدواني الذي يمثل في جوهره رؤية ظلامية تحاول إعاقة أمن واستقرار دول المنطقة يستدعي بالضرورة مكافحة هذا النهج للوصول إلى الاستقرار والأمن المنشودين في المنطقة، فالمملكة بحكم أنها على رأس الدول العربية المناشدة مكافحة ظاهرة الإرهاب لا تسعى على الإطلاق لحرب مع إيران ولكنها تسعى لمحاسبتها والوقوف بعزم وحسم تجاه ممارساتها العدوانية في المنطقة ومن بينها محاولة تصدير الثورة الإيرانية القائمة على العنف والإرهاب ونشر بذور الطائفية والكراهية داخل دول المنطقة.
وهذا السعي الحميد يتطلب من النظام الإيراني التخلي تماما عن سلوكياته الظلامية وتهديده لدول المنطقة والعمل على احترام سيادة الدول والقانون الدولي، وتلك مطالب مشروعة سوف تحول دون تحريض إيران وتهديدها للنظام الدولي، كما أن تلك المطالب سوف تؤدي بطريقة مباشرة فاعلة لنشر الاستقرار والأمن بدول المنطقة والعالم، وإزاء ذلك فإن المجتمع الدولي مطالب بضرورة مواجهة ذلك النهج الظلامي الإيراني وتشديد العقوبات عليه؛ للمحافظة على الأمن والسلم الدوليين وللمحافظة على استقرار وأمن دول المنطقة والعالم.