وجودة الحياة هي مفهوم واسع متعدد الأبعاد، يتضمن عادة التقييم الشخصي لكل الجوانب الإيجابية والسلبية للحياة، وعلى الرغم من أن الصحة هي واحدة من المجالات المهمة لجودة الحياة عموما، فإن هناك مجالات أخرى مهمة أيضا وتدخل في الحسبان ضمن جودة الحياة، مثل الوظائف والإسكان والمدارس والجوار، كما أن جوانب الثقافة والقيم والجوانب الروحية هي أيضا جوانب رئيسية لجودة الحياة عموما، حيث إن وضع تصور وقياس لهذه المجالات المتعددة وكيفية ارتباطها بعضها البعض، يفيد في معرفة وتقييم جودة الحياة بصفة عامة.
لقد أصبح من الضروري أن يعلم الجميع أن مفاهيم ومفاتيح جودة الحياة ليست في تحقيق الثروة والوضع الوظيفي والمستوى المعيشي المرتفع فقط، وإن كان هناك رابط من نوع ما بينهما، بل أيضا في كيفية تحقيق جودة الحياة، من خلال الاهتمام بتحقيق التوازن بين الجوانب الجسمية والعقلية والاجتماعية والعلمية والروحية والترويحية وغيرها، والعمل على تنمية قدرات ومهارات ومفاتيح النجاح في الحياة، وغرس الأفكار والمشاعر الإيجابية، حتى يستطيع الفرد أن يفيد نفسه ومجتمعه.
إن إطلاق برنامج جودة الحياة 2020 في المملكة بمتابعة من فارس الرؤية سموّ ولي العهد رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، يُعتبر خطوة تنفيذية متقدمة جداً لتحقيق رؤية المملكة العربية السعودية 2030، ويؤكد حرص سموِّه على جعل اقتصاد المملكة أكثر ازدهارًا والمجتمع السعودي أكثر حيوية، وهو ترجمة لطموح لا حدود له يلامس عنان السماء.
وقراءة سريعة في برامج وأرقام الاستثمارات والإنفاق على برنامج جودة الحياة، التي تصل إلى 130 مليارا كإنفاق رأسمالي حكومي واستثمارات متاحة للقطاع الخاص، وروزنامة النشاطات والأحداث والمناسبات الدولية التي ستقام في المملكة الرياضية والثقافية والفنية والترفيهية والاقتصادية وغيرها تؤكد بوضوح أن الطريق سالك بسهولة وبسرعة لينقل بيئة الحياة في المملكة ومدنها إلى مصاف متقدمة جداً في التصنيف الدولي لجودة الحياة.