تبدأ اليوم انطلاقة الملتقى العربي الثاني للأمن السياحي تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، والذي تنظمه المنظمة العربية للسياحة بالتعاون مع مجلس وزراء الداخلية العرب بمحافظة الأحساء تحت عنوان حيوي ومهم هو «السياحة والأمن رافدان للتنمية» وهذا العنوان يحمل مدلولا واضحا على أن السياحة والأمن وجهان لعملة واحدة وأنهما بالفعل يمثلان أساسا قويا من أسس التنمية بالمملكة والعالم العربي، ومشاركة عدد من كبار المسؤولين ووزراء السياحة وقادة الأمن والأمن السياحي على مستوى الوطن العربي يعطي هذا الملتقى زخما هاما ويترجم أهدافه التنموية الكبرى.
وتزداد أهمية هذا الملتقى المعقود في واحة الأحساء الخضراء بمشاركة جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الاسلامي والاتحاد الأوروبي وعدد من المنظمات والأكاديميين وكبار المختصين مما يعطيه زخما حميدا آخر، وجلسات الملتقى تناقش العديد من الأوراق ذات العلاقة المباشرة بصناعة السياحة على امتداد الوطن العربي بأسره، فقد أضحت هذه الصناعة واحدة من أهم منطلقات التنمية في كل قطر، وأهميتها في المملكة تأتي انطلاقا من إضافتها إلى دخل جديد ضمن سياسة تنويع مصادر الدخل وعدم الاعتماد على النفط فقط.
هو ملتقى يجسد أهمية السياحة لاسيما أن الدول العربية وعلى رأسها المملكة تتمتع بمقومات تراثية وسياحية تؤهلها لقيام تلك الصناعة الواعدة، والأمن السياحي من جانب آخر له فاعلياته المؤثرة في مواجهة التهديدات الأمنية، ولا شك أن الأمن السياحي يحظى بأهمية كبرى من قبل الملتقى؛ لما له من أثر فاعل في دعم منطلقات السياحة إلى آفاق رحبة وواسعة، لاسيما أن مجالات التعاون متعددة بين الدول العربية المشاركة في الملتقى لتحقيق أهدافه وغاياته.
والقول إن الأمن والسياحة رافدان للتنمية هو قول سديد وصائب، حيث إنهما معا يشكلان ركيزة من ركائز التنمية الشاملة، ومن هذا المنطلق فإن مهمة تعزيز التعاون بين كافة المشاركين في الملتقى لها أهمية خاصة لقيام صناعة سياحية كبرى في الوطن العربي تستند إلى معايير الأمن ومقاييسه في ظل تهديدات إرهابية تحاول النيل من تلك الصناعة وإصابتها في مقتل، وذلك لن يتأتى في ظل تضافر الجهود الحثيثة لبناء تلك الصناعة باعتبارها ركيزة من ركائز استقرار الشعوب وأمنها.
article@alyaum.com