في تجربتي الشخصية مع عدد من جماعات أو جمعيات (الثقافة والفن) في المملكة والعالم العربي أشعر في الأغلب الأعم أن هذه الجمعيات، وما يتفرع عنها من أنشطة، هي مجرد حواضن لتنفيس العقد الشخصية التي لدينا منها نصيب وافر.
من أدلة هذه العقد وتنفيساتها، إذا جاز التعبير، أن هذه الجماعة أو تلك تغلق أنشطتها وأسماءها، أو أسنانها، على نفسها، بحيث لا يستطيع أي اسم جديد، أو اسم مخالف لمذهبها الثقافي أو الفني، أن يدخل من الباب الغليظ المغلق على عُقد أفراد الجماعة وفوقياتهم وأدرانهم النفسية.
الدليل الآخر على عقد المنتسبين لجماعات وجمعيات الثقافة والفن أن هذه الجماعة أو تلك بمجرد أن تسمع باسم امرأة (طارئة) في مجال الشعر أو القصة أو الرواية حتى تركض وراءها وتستضيفها باعتبارها كاتبة معتبرة تقاس بكبار وكبيرات الأدباء والمثقفين. بينما الموضوع برمته لا يعدو كونه ممارسة لعقد ذكورية تحب حضور الأنثى بغض النظر عن جودة كتاباتها ومستوى إنتاجها الثقافي.
أدباء وشعراء كبار مروا في حياتنا وعبروا دون أن يحتفي بهم أحد كما يجب أن يكون الاحتفاء، بينما (زعاطيط) القصة والرواية من البنات لا تفرغ جداولهن من مواعيد اللقاءات والمحاضرات والتنظيرات، إلى درجة أنهن صدقن أنفسهن وأصبحن يقيمن تجارب الرواد ويفتين، بجرأة بالغة، في كل شاردة وواردة.
أنا شخصيا لا ألومهن لكنني ألوم أولئك الذين ما زالوا ينفضون غبار عقدهم الشخصية في محاضننا الثقافية والفنية. أولئك الذين يجب أن نتخلص من وجودهم في هذه المحاضن لنوظفها من جديد للاحتفاء فقط بمن يستحق، رجلا أو امرأة.