حكومة اضطراب.. تغضب الشوارع في طهران، وأعداد قتلى تتجاوز العشرات وجرحى ومعتقلون بالمئات.. هذا هو المشهد على الساحة الإيرانية الآن، إيران التي ما فتئت تبث سمومها في سبيل زعزعة أمن واستقرار المنطقة وتصدر الثورات إلى العراق والدول العربية تحت شعارات زائفة ها هي الآن تتبع نهج القمع والإفراط في القوة ضد المتظاهرين في إيران والمطالبين بحقوقهم، حيث يقمع النظام الإيراني شعبه في مظاهراته السلمية ضد النظام الذي من المفترض أنه يحمي إيران وشعبها.
ما قام به الرئيس الإيراني حسن روحاني من التحذيرات وعدم التسامح مع من سماهم بالخارجين عن النظام ووصفه للمظاهرات السلمية في إيران بالعصيان، ما هو إلا دلالة على نظرة قاصرة وأنانية مفرطة من الحكومة الإيرانية ضد شعبها وإهدار المال العام في اتفاقيات مع المنظمات الإرهابية ضد دول المنطقة وضد المملكة العربية السعودية تحديدا الأمر الذي جعل الاقتصاد الإيراني يترنح في بلد النفط والغاز، روحاني الذي يمثل الإصلاحيين تراجعت شعبيته بشكل كبير في الداخل الإيراني فهو لم يتمكن من الحد من الفساد المستشري في الدوائر الرسمية والمؤسسات ذات الصلة بالدولة، ما سمح للحرس الثوري بتوسيع دائرة رعايته للاقتصاد.
رفع أسعار البنزين بصورة كبيرة ومفاجئة لم يكن سوى اللحظة الحاسمة لانفجار هذه الاحتجاجات التي كانت تتعمق في باطن المجتمع الإيراني، والقشة التي قصمت ظهر البعير في ظل جُملة من الاحتقانات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية داخل طهران خاصة بعد تأييد المؤسسة الدينية لقرار رفع أسعار البنزين.
طوال السنوات الماضية انشغلت إيران بالتمدد الإقليمي وبتكوين الميليشيات المدربة والمسلحة التي اعتاشت على بث النزاعات في دول المنطقة متناسية إنعاش اقتصادها المُدمر الذي يرزح تحت تأثير العقوبات الدولية، وبدلا من أن توجه بنود الصرف نحو الداخل حملت فقراء إيران عبء سياسات تصدير الثورة.
إيران حاليا تعاني من أزمة إنسانية قبل أي شيء وتعطل وصول الغذاء والدواء وقطع وسائل الاتصال والانترنت على الشعب الإيراني في وقت تنصرف فيه الحكومة الإيرانية ونظامها الواهن عن إدارة الشأن الداخلي لعقد اتفاقيات سرية مع جماعات الإخوان والميليشيات الحوثية.