احتجاجات المتظاهرين في طهران وبقية المدن الإيرانية على السلطة الجائرة لا يمكن حصرها في فرض الضرائب الجديدة على المحروقات التي أنهكت جيوب أبناء إيران فحسب، وإنما الاحتجاجات جاءت بسبب استمرارية النظام الإيراني المستبد في سياسته الموغلة في الأخطاء بتصدير ثورته الدموية إلى دول المنطقة والعالم، فما أنهك اقتصاد إيران في ظل استبداد النظام لا ينحصر في تلك الضرائب فحسب وإنما بسبب دعم النظام بالأموال الطائلة لحزب الله الإرهابي في لبنان و للميليشيات الإرهابية في اليمن ولكل فصائل الإرهاب في سوريا، ولغيرهم من الإرهابيين الذين مازالوا يستمدون مواصلة أعمالهم الإجرامية بأموال إيرانية أدت إلى إلحاق أفدح الأضرار بالاقتصاد الإيراني المنهار.
المظاهرات الحاشدة في طهران وسائر المدن الإيرانية مبعثها الرئيسي هو استمرار النظام في دعم الإرهابيين في كل مكان بالأموال الطائلة؛ تعزيزا لترسيخ الطائفية وخطابات الكراهية ووضع شعوب المنطقة تحت سيطرته وهيمنته من أجل المضي في تحقيق حلمه الأسطوري المزعوم بقيام الإمبراطورية الفارسية على أنقاض حريات شعوب المنطقة واستقرارها وسيادتها، وقد أدى هذا المنحى الخطير إلى إفلاس النظام وانهيار اقتصاده ووصول أبناء الشعب الإيراني إلى مراحل الفقر والعوز والحاجة.
لقد هدد الحرس الثوري الإيراني الإرهابي بإنزال أقصى العقوبات على المتظاهرين المطالبين بحقوقهم المشروعة من أموال بلادهم التي مازال النظام يبعثرها على التنظيمات الإرهابية في كل مكان، وهو تهديد زعم الحرس أنه يرتبط من خلال تلك التظاهرات بالإخلال بالأمن الإيراني، وهو زعم باطل ومهترئ ذلك أن إيران لم تعرف الأمن والاستقرار والهدوء منذ أن منيت بتسلط النظام على مقدراته واعتلاء السلطة في هذا البلد عنوة ودون إرادة من الشعب الإيراني المنكوب بزعامته.
ويبدو أن الغضب الأخير الذي أبداه أبناء الشعب الإيراني ضد النظام لن يهدأ بالسهولة التي يتصورها الحرس الثوري، ولن يكون كسابقه من صور الغضب العاصف، فالشوارع الرئيسية في العاصمة الإيرانية وغيرها من المدن ما زالت تغلي تحت أقدام طغاتها وتطالب برحيل الدكتاتورية الإيرانية المتمثلة في المرشد وأزلامه من الإرهابيين العابثين بمقدرات الشعب الإيراني والسادرين في غيهم من خلال استنزاف أموال إيران لمساعدة المنظمات الإرهابية في كل مكان على مواصلة أعمالها الإجرامية والتخريبية ضد شعوب المنطقة والعالم.