أثبتت الدراسات أهمية الفنون لنمو الأطفال وارتباطها الكبير بتطوير قدراتهم وتأثيرها الإيجابي على سلوكياتهم. أوضحت دراسة للمجلس العربي للطفولة في مصر (2002) قدرة الموسيقى على تنمية شخصية الطفل. ودرس باحثون بيولوجيا تعلم السمع في الولايات المتحدة الأمريكية (2013) عن مدى ارتباط الموسيقى بالمهارة اللغوية، وأثبتت الدراسة وجود علاقة طردية. كما أكدت دراسة كندية (2013) أن تعلم العزف على الآلات الموسيقية قبل السابعة له تأثير كبير على تطور المخ.
نقلة مهمة في قطاع التعليم بالمملكة، وعلى الرغم من وجود بعض التحديات، إلا أن إدراج الثقافة والفنون قادر على أن ينمي مواهب الطلاب ويوفر لهم بيئة مدرسية جاذبة ومحفزة للتعلم لكن قبل ذلك لابد من مراجعة المناهج للتأكد من توافقها مع الفنون. بالإضافة لضرورة إعداد كوادر تعليمية قادرة على تأهيل الطلاب لإكسابهم المهارات الفنية المطلوبة من خلال برنامج ابتعاث وإنشاء معاهد للفنون بأنواعها وجعلها دراسة أكاديمية تخصصية كالموسيقى.
لكل مرحلة تجربتها الثقافية والفنية ولكل شعب ذائقته، إن إدراج الفنون في مناهج التعليم في العصر، الذي نعيشه هذا تعتبر خطوة مفصلية ستساهم في تطوير قدرات أبنائنا الفنية وتحسين ذائقتهم، بل إن الفنون التي ستدرس ستساعد على تفجير طاقات الطلاب الإبداعية وتوسيع مداركهم وسينقلنا من التلقين إلى التميز والتفكير خارج الصندوق. والمهم ألا ننظر من زاوية واحدة للفنون، فهناك أنواع عديدة كالمرئية وغير المرئية وهي ليست حكراً على الموسيقى. الفنون بجميع أشكالها تعد حالة من حالات الرقي الإنساني تؤدي إلى التوازن، بل هي مسألة إنسانية تهذب الأخلاق وترقق النفس. هي رسالة للسلام والحب، توضح هوية المجتمع، لغة التواصل بين الشعوب، التي لا تحتاج لترجمة.
@DrAL_Dossary18