أكاد أميل كل الميل إلى مصداقية المَثَل السائر الشهير «التعلّم في الصغر كالنقش على الحجر»، وتلك مقولة مطابقة لما تختزنه ذاكرتنا من معلوماتٍ استقيناها في فترات أعمارنا الأولى، سواء من الآباء والأمهات أو المربّين أو الجوامع، أو من أي جهةٍ تربويةٍ أو تعليمية، ونكاد نسرد تفاصيلها وجزئياتها، حيث من الصعوبة محوها من الذاكرة، ويبدو أن نادي الأحساء الأدبي يقوم بتطبيق تلك المقولة عمليًا من خلال ما استحدثه رئيس النادي د. ظافر بن عبدالله الشهري، من ركن حيوي في هذا الصرح الثقافي الحيوي، أطلق عليه مسمّى «ركن الأديب الصغير»، وهو يقوم بمهماتٍ أدبيةٍ وتربويةٍ لفلذات أكبادنا في واحتنا الخضراء، تُذكَر له ويُشكر عليها.
ويتولى هذا الركن القيام بغرس القِيَم والمُثل الأخلاقية والتربوية في نفوس الناشئة دون الثانية عشرة من العمر، وتلك مهمة حيوية نفّذ النادي مؤخرًا واحدة من فعالياتها بعنوان «قصة ميلاد»، تهدف ضمن ما تهدف إليه لغرس القيم الأخلاقية في نفوس الأطفال، وقد جاءت تلك الفعالية بأسلوب قصصي شيّق استساغته عقول الأطفال، وقد ساهمت تلك القصة في تفعيل مخيّلات الناشئة وتحفيزها بما تضمنته من أسلوب سعت إحدى المدرّبات إلى تسخيره؛ لتنمية مهارات الأطفال بطريقة جذابة ومباشرة.
وقد لاقت هذه القصة، كما هو الحال في القصص السابقة التي طرحها النادي في هذا الركن، استحسان الأطفال؛ لما حوته من سردٍ قصصيٍّ مُشوِّق، وقد ترافق تنفيذ هذه الفعالية مع مسابقات وسط مشاركة من أمهات الأطفال، سادتها مناخات المتعة والحماس، وعززت مواهب فلذات الأكباد وقدراتهم على التعبير، ولا شك في أن هذه الخطوة تمثل إنجازًا من إنجازات ذلك الركن الذي قدّم الكثير من الفعاليات التي تصبّ كلها في روافد غرس المبادئ والقيم الأخلاقية والتربوية في نفوس الناشئة.
ولا شك في أن هذا الركن الذي وجّهت فعالياته لصقل مواهب الأطفال وقدراتهم، وشحذ أذهانهم، يمثل واحة واسعة تمكّن النادي من خلالها من تنمية قدرات الأطفال الفكرية والثقافية، ومثل هذه الأنشطة التي تشارك فيها الأمهات بمداخلاتهن وتعليقاتهن تساهم بشكل فاعل ومباشر في إثراء مختلف الفعاليات التي ينظمها النادي بين حين وحين؛ لدعم هذا الركن بأفكار وأطروحات جديدة من شأنها النهوض بعقول الناشئة والارتقاء بمساراتها.
أعود إلى ما بدأتُ به حول تلك المقولة الصائبة والسديدة فأقول بأهمية تجذير وتعميق أهدافها، فالمخرجات الإيجابية للفعاليات الخاصة بالأطفال تمثّل في جوهرها منطلقًا سليمًا نحو غرس الفضائل والسلوكيات والقيم الأخلاقية في نفوس وقلوب وعقول فلذات الأكباد، فمساهماتها مهمة للغاية لإعداد الأطفال إعدادًا صحيحًا نحو استشراف مستقبلهم الأفضل والأمثل، فهي سند يُكمل الأدوار الإيجابية لرجال التربية والتعليم وأولياء الأمور، ويساهم بقدر جيد في الارتقاء بعقول أطفالنا وقدراتهم.
mhsuwaigh98@hotmail.com