أيام ويدخل فصل الشتاء ببرده القارس، وفي حالة عدم توافر المكانات الخاصة بتوفير عامل التدفئة والاحتماء العالي من الطقس البارد المصاحب لفصل الشتاء، يتعرض الكثير إلى مجموعة من أمراض كنزلات البرد لا قدر الله.
بالطبع كل قادرٍ سيبحث عن مصادر دفء تحميه وأسرته من برد الشتاء ومن خطر البرد وشره، وتبدأ ملاحظة الآباء والأمهات لأبنائهم من اهتم بارتداء ملابس الشتاء ومن أهمل وقد تأمنت كل احتياجاتهم الشتوية مسبقاً، هذه أمور طبيعية لا اعتراض عليها بل لابد منها.
هذا من أمّن وسائل التدفئة في بيته وملابس الشتاء وذاك من صرف الكثير وبالثمن الفلاني في الثياب، تدفئة كاملة فالمجتمع فئات كما نعرف، أغنياء ومحدودو الدخل وفقراء و«الفقراء» هم من أقصد في هذا المقال خاصة المتعففين، ماذا أعد لهم الأغنياء؟؟ هل فكروا في البيوت التي تخلو تماماً من التدفئة، لا بطانيات ولا ملابس شتوية وربما ينزل المطر من سقوف منازلهم المهدمة، وقد تكون هناك منازل آيلة للسقوط؟ - معاناة البرد والمطر لا يشعر بعذابها إلاّ الفقراء المتعففون.
الحمد لله المؤسسات الخيرية في كل أنحاء الوطن تقدم مشكورة كل ما يحتاجه الفقير المسجل لديها، وأهل الخير -جزاهم الله خيرا- كثرُ ولا غبار عليهم، المشكلة في معرفة الفقراء المتعففين غير المسجلين في هذه المؤسسات الذين تأبى عليهم كرامتهم فلا يسألون الناس إلحافاً وهم في حاجة، لا يشكون ولا يتذمرون يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاء مِنَ التَّعَفُّفِ. هؤلاء من يجب البحث عنهم والتقصي عن أخبارهم بكل وسيلة.
عموماً يجب البحث عن المتعففين بكافة الوسائل الممكنة، فهم الأحق بالمساعدة من غيرهم الذين تمتلئ المؤسسات الخيرية بأسمائهم، وكذلك الضمان الاجتماعي الذي يهتم بهذه الفئة المسجلة لديه ولديه برامج كثيرة لمساعدتهم.
أيها الأغنياء رجاءً تذكروا مشكورين قول الله تعالى ((تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُم لا يسألون الناس إلحافاً)) فلا هم ممن يتسولون عند إشارات المرور، أو يجلسون عند المساجد يمدون أيديهم كمهنة للكسب المريح، بل هم فئة متعففة يجب البحث عنهم وبشدة.
للعلم هناك من تعرف على الكثير من المتعففين، واستطاع مساعدتهم ولا تزال مساعدتهم مستمرة، أمثال الناشطة الاجتماعية -جعل الله أعمالها في ميزان حسناتها- الأستاذة أنيسة السماعيل التي تعمل بصمت عملاً دؤوباً ومستمراً، تهتم مشكورة ومأجورة بهذه الفئة وتساعدها بكل ما تحتاجه.. أعتذر منها، فربما يضايقها إعلان ما تقوم به، ولكني قصدت ذلك للتذكير بعمل الخير الذي لا يجب أن يقف عند دور المؤسسات الخيرية جزاها الله خيراً، بل يتعداه بالبحث الطويل عن باقي الفئة التي بالكاد تُعرف..
المملكة -رعاها الله- خير من يهتم بالفقراء في الخارج، فكيف بمن هم في الداخل، وخط الكفاية في المملكة خير شاهد. المشكلة في معرفة مكان المتعففين.
aneesa_makki@