السياحة الداخلية غنية بالجمال لم يتوقعها البعض أو مغيبة عند الكثير منا، ومن لا يقوم بالسياحة البيئية الداخلية يفوته الكثير من اكتشاف مناطق في غاية الجمال في وطننا الكبير، ومع كل خطوة كان الفريق قلبا واحدا، من في الأمام يشجع من في الخلف، فلقد أخبرتهم سنصل جميعاً للقمة ولا بأس إن لم نكن جميعاً في القمة في نفس الوقت، ولكن يجب أن نصل، كنت متأكدة من أن أفراد الفريق لا يحتاجون تأكيدي وعلى العزيمة للوصول.
بدأت الصعوبة تزداد مع الوقت، خاصة لمن كانت هذه هي أول رحلة لقمة تتخطى ١٥٠٠م، ولكن العزيمة والإصرار والقوة البدنية جعلتهم أكثر ثقة، خلال مراقبتي لأخي الأكبر سنًا عبدالله والتي تعد التجربة الأولى لمثل هذا العلو، كنت أرى سعادته للقيام بمثل هذه التجربة وبالطبع كونه رياضيا كان مستمتعا بكل خطوة يخطوها، وعيني الأخرى على ابني الذي كان يتسابق مع الريح للوصول أولاً للقمة وفعلاً قد فعل. وصل هزاع وكنت خلفه تماماً، وبدأ أفراد الفريق يصلون واحدا تلو الآخر لمحطاتنا الأخيرة أعلى قمة في وطننا الحبيب فوق الغيوم، كان منظرا لا أستطيع وصفه مع أني كنت قبل هذه الرحلة بشهرين في روسيا وعلى جبل البروس أعلى قمة في أوروبا بين الجبال والغيوم والصعوبات، ولكن الشعور كان فعلاً جدًا مختلفا أن ترى كل هذا الجمال في وطنك. وأن ترفع العلم على أعلى قمة في وطنك له وقع مختلف تمامًا. رؤية جميع أفراد الفريق يصلون وسط فرحة ودهشة وإحساس بالقوة والإنجاز جعل عشقي لرياضة الهايكنج يزداد كل يوم، لم أكتشف ذاتي من خلالها فقط، بل اكتشفت أين قوتي وأين مكامن ضعفي والأجمل أنني اكتشف في كل مرة مناطق جميلة في وطني.