DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

التعصب الرياضي.. آفة تفسد كرة القدم

المنافسة بين الفرق على الألقاب أمر صحي

التعصب الرياضي.. آفة تفسد كرة القدم
» تهنئة مدريد
«مبروك لريال مدريد على الفوز بدوري الأبطال في كارديف».. عزيزي القارئ.. هذه التهنئة لم تصدر من رئيس الاتحاد الإسباني، أو من لاعب لنادي ريال مدريد اعتزل قبل 10 أعوام، أو من حساب «الليجا» في تويتر، بل أرسلت مغلّفة بباقة من الورد من نادي برشلونة الغريم الأزلي لريال مدريد وذلك بعد تحقيقه لقب دوري أبطال أوروبا بعد فوز الفريق الملكي باللقب على حساب يوفنتوس بأربعة أهداف لهدف!.
وقد يتساءل البعض: «هل من المنطق أن يتبادل فريقان كبيران كبرشلونة وريال مدريد التهاني في ظل الأجواء الساخنة والعلاقة المتوترة بين قطبين هما الأكبر في تاريخ كرة القدم؟ أم أن العرف هنالك في بلاد كرة القدم «الحقيقية» تقديم التهنئة لممثل الوطن في المسابقات الخارجية، الذي يحمل علم الدولة قبل شعار النادي في مثل هذه المناسبات؟»
الجواب بكل بساطة يأتي في الكلمات الصغيرة، التي تسطّرها تهاني تلك الأندية بالرغم من العداوة الشديدة في رياضة كرة القدم، فالتهنئة بتحقيق الألقاب للغريم المنافس تعكس مدى الروح الجميلة، التي تمثّلها تلك الكيانات الكبيرة والتي وصلت إلى ما هي عليه من التقدم في اللعبة الأكثر شعبية بفضل احترام الخصم وتقدير الإنجاز والبعد عن أوجه التعصب بكل حذافيره.
» التعصب والانتماء
فالتعصب والانتماء نقيضان لا يجتمعان في العقل السوي، خاصة إن كان الحديث عن الرياضة فقط.
فعلى سبيل المثال، بارك ريال مدريد لنظيره البرشلوني تحقيق الثنائية المحلية عام 2018، في بادرة نالت استحسان «العقلاء»، الذين وصفوا تصرّف إدارة ريال مدريد بالمثالي في ظل سخونة الأجواء بين القطبين المتنافرين برشلونة ومدريد.
لكن الموضوع يكمن في حقيقة المشجّعين أنفسهم، حيث يتبادر إلى الأذهان معقولية طرح نظرية التمني بخسارة المنافس الأزلي من عدمه، فقد يكون المشجّعون يميلون إلى التعصّب أكثر من ممثلي الأندية الرسميين، وذلك بسبب ردود الأفعال، التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة حينما يتعلق الأمر بميول تلك الجماهير وشعرة التعصب الرقيقة، التي يعدّ قطعها سبباً لحدوث أزمات كبرى بين الجماهير المتعصبة، والتي من أجلها تقوم تلك الأندية الكبرى بتقديم التبريكات والتهاني لخصومها الأزليين من أجل تخفيف حدّة التعصب.
» حوادث التعصب
ففي الرابع عشر من مارس 2013، قام شاب بقتل صديقه بعد مشاجرة اندلعت في إحدى صالات الألعاب جنوب العاصمة العراقية بغداد أحدهما يشجع برشلونة والآخر ريال مدريد.
والحوادث في مثل هذه الحالات كثيرة ومتعددة، لكن أصابع الاتهام دائماً ما تتّجه نحو «إعلام تغذية النار بوقود التعصب»، الذين يقومون بشحن الجماهير عبر حساباتهم الشخصية في وسائل التواصل مما يؤدي إلى احتقان الشارع الرياضي لدرجة وصل البعض فيها أن يتمنى خسارة النادي المنافس ممثل الوطن في المحفل الخارجي أمام نادٍ أجنبي، حتى بات رؤساء الأندية يخشون أن يتّخذوا قراراً شجاعاً كتهنئة الغريم الأزلي بتحقيق الإنجاز خوفاً من ردة فعل جماهير النادي أو الإعلام المتعصب المنتمي للنادي.
ففي عام 2015، هنّأ قائد ريال مدريد سيرجيو راموس نادي برشلونة بتحقيق لقب دوري الأبطال، وقال في تغريدة له على حسابه بتويتر مرحباً بالجميع أريد أن أقدم التهاني لبرشلونة، خصوصاً زملائي في المنتخب الوطني، فتهنئة الأندية لخصومها بتحقيق الإنجاز سيساهم في علاج الكثير من الأزمات التي أنتجتها نيران التعصب، وقد يكون ذلك حلّاً.
ولم يقتصر الموضوع على تحقيق الألقاب للأندية في مدح الغريم الأزلي من قبل المنافسين، فقد هنّأ نابولي الإيطالي غريمه يوفنتوس بعد الريمونتادا الشهيرة العام الماضي أمام أتلتيكو مدريد، حيث غرّد الحساب الرسمي في تويتر قائلاً: «تهانينا يوفنتوس، لقد كان أداءً رائعًا».
ولا يعتقد البعض بأن تغريدات الأندية تتم عن طريق المشرفين على الحسابات من قبل موظّفي الأندية، فهذا أمر يصدر من الجهات العليا لديها متمثّلة في إدارة الفريق وعلى رأسها الرئيس، مما يضيف هذا الموضوع بعداً آخر في احترام الخصم والمضي قدماً نحو السير على خطى الإبداع والتميز، الذي يقوم به الندّ الآخر.
» بادرة إيجابية
وفي المملكة، قام عديد الأندية ببادرة إيجابية تحمل في طيّاتها عديد الرسائل الموجهة إلى المتعصّبين من الجماهير ومَنْ يقف خلفهم من الإعلاميين، حيث هنّأوا نادي الهلال بالوصول إلى نهائي دوري أبطال آسيا لكرة القدم متمنّين لممثل الوطن الفوز باللقب القاري الغائب عن خزائن الأندية السعودية لأكثر من 14 عاماً، بينما بقيت بعض الأندية وبكل صراحة موقف المتفرّج مما يحدث.
ويبقى السؤال الأهم: «هل سنشاهد حسابات تلك الأندية السعودية، التي لم تبارك للهلال وصوله إلى نهائي أبطال آسيا أمام أوراوا الياباني»، وتحقيق اللقب الآسيوي تخطو خطوة كبيرة وشجاعة بأن تقدّم تهنئتها لممثل أندية المملكة، وتقوم بخطوة مشابهة لما يحدث في أكبر وأعتى أندية العالم تنافساً وندية؟ حيث سيكون لهذا التصرّف الإيجابي أولى خطوات قطع سلسلة التعصب الطويلة في الشارع الرياضي، أم أن الضغوطات الجماهيرية ستجعل من تلك السلسلة مشنقةً للاحترام المتبادل بين الأندية؟
تعد المنافسة بين الأندية في كرة القدم أمراً صحياً وطبيعياً في ظل احتدام الصراع على التتويج بالألقاب المحلية منها والخارجية، لكن الأمور بدأت كما يرى البعض تخرج عن إطار التنافس، ووصوله إلى مرحلة من التعصّب المقيت الذي جعل بعض المحسوبين من بعض الأندية يصدح بتمني خسارة الفريق المنافس.
برشلونة الغريم الأزلي للريال بادله تهاني التتويج
بعض الأندية السعودية دعمت الهلال في الآسيوية