منذ اليوم الذي أصبح فيه الشيح حمد بن خليفة آل ثاني أميرا لدولة قطر في 27 يونيو 1995م بعد انقلابه على والده، كانت دول الخليج بصورة عامة والمملكة العربية السعودية بصورة خاصة تسمع وترى تلميحات مباشرة وغير مباشرة تغلب عليها العداوة من الجانب القطري. وقد كانت المملكة وكعادتها مع كل الدول وعلى الأخص دول الجوار تبذل كل ما في وسعها لتنقية الأجواء والعمل على تأكيد أهمية الجيرة والعلاقة التاريخية. ومع الوقت ومع تزايد نبرات العداء من الجانب القطري قامت المملكة بمحاولات عدة لرأب أي صدع يمس العلاقة السعودية القطرية. وبمعنى آخر أن المملكة صبرت وتحملت الكثير لتفادي تعميق الهوة في العلاقة القطرية - السعودية. وبعد تغير القيادة في قطر وانتقال حكم دولة قطر إلى الشيخ تميم بن حمد 25 يونيو 2013م، كانت هناك بوادر تفاؤل بأن يتغير السلوك القطري. ولكن لم يحصل شيء من ذلك وبقية القصة معروفة. ولكن الأهم هو أن المملكة العربية السعودية تحملت ما بدر وما كان يبدر من دولة قطر تجاهها. وبهذه التصرفات القطرية الرعناء خسرت دولة قطر صداقة الأخ الأكبر وتبخر تعاطف المجتمع السعودي لهذه الدولة الجارة. وأدارت دولة قطر ظهرها للمملكة وفي نفس الوقت رمت قيادة دولة قطر كل ثقلها مع تركيا وهي دولة عرف عنها تاريخ طويل من العداء والتعدي على الدول العربية ومنها دولة قطر. ولم تقم دولة قطر بالتمعن في الطموح التركي في المنطقة لتصبح دولة قطر وخلال فترة قصيرة تحت رحمة تقلب المزاج التركي. بل وصل الأمر أن كثيرا من المحللين السياسيين يرون أن قطر أصبحت وكأنها تابع لتركيا رغم ما نسمعه من كلام حيال علاقة إستراتيجية والتي هي في الواقع علاقة من طرف واحد بحيث تحصل تركيا على كل ما تريد من قطر وفي المقابل لا تستطيع قطر حتى أن تقوم بنشر خبر متداول ومعروف يخص التدخل التركي في سوريا. وأصبح ما يتم تناقله من أساليب التعامل التركي لقطر يوحي بأن قطر أصبحت تابعا بلا سيادة. إن القيادة القطرية وشعبها من المؤكد أنهم يعون الفرق بين العلاقة السعودية مع دولتهم وبين العلاقة بين دولتهم وتركيا التي هي أيضا محط أنظار العالم بسبب تصرفاتها غير المقبولة والذي خسرت بسببه الكثير من الاحترام على الساحة الدولية في وقت أصبحت أيضا قطر في عزلة أكبر ليس في محيط جيرانها، بل وعلى المستوى العالمي. وحاليا يجب أن تعلم قطر أن التململ من العلاقة القطرية- التركية ليس فقط في الداخل القطري، بل إن التململ وصل للداخل التركي وهذا أمر قد تكون عواقبه كارثية على قطر وشعبها.