إعلان النظام الإيراني استئناف أنشطته الخاصة بتخصيب اليورانيوم في منشأة فردو النووية بعد أن كانت مجمدة لا يمثل إلا ابتزازا واضحا للحصول على فوائد من الاتفاق النووي المعلق مع الولايات المتحدة وخمس دول كبرى، وممارسة هذا الابتزاز سوف يتمخض عنه المزيد من الضغوط على النظام لوقف استئناف تلك الأنشطة التي لا يملك أسبابا عقلانية للتوسيع في برنامجها، فالتخصيب في تلك المنشأة أو غيرها من المنشآت لن يسفر في مضامينه إلا عن المزيد من تعميق عزلة إيران السياسية والاقتصادية عن العالم، وهي عزلة لا شك أن النظام بدأ يستشعر مردوداتها القاسية عليه. محاولة استمرار النظام تصعيد أنشطته النووية هو سلوك سوف يؤدي بالنتيجة والضرورة إلى فرض المزيد من العقوبات عليه، إلى أن يستمر في وقف تلك السلوكيات التي مازالت تشكل خطرا داهما على استقرار دول المنطقة وسيادتها وتشكل من جانب آخر خطرا على الأمن والسلم الدوليين، فالمجتمع الدولي وكافة الدول المحبة للسلام مازالت تدعو النظام لنزع أسلحته النووية للحد من انتشارها، غير أن النظام كعادته يضرب بتلك الدعوات والنداءات عرض الحائط، وهو بذلك يتحدى الأنظمة الخاصة بالعمل على الحد من انتشار الأسلحة النووية ويعمل على عرقلة الجهود الدولية لمنع انتشار تلك الأسلحة. واستئناف تلك الأنشطة يعني استمرارية النظام في تهديده المعلن لأمن واستقرار دول المنطقة والعالم، وكبح جماح تلك الأنشطة هو السبيل الأمثل لوقف النظام عن ممارسة خطواته الخاطئة لتطوير تلك الأسلحة النووية من جانب، ولوقفه عن ممارسة أدواره العدوانية ضد دول المنطقة والمتمثلة في دعمه للمنظمات الإرهابية ونشره للأزمات التي مازالت تعصف ببعض دول المنطقة، ووقف تدخلاته السافرة في الشؤون الداخلية في تلك الدول، وسوف تلحق تلك الأنشطة التي يمارسها النظام أضرارا فادحة على الشعب الإيراني الذي يبدو بوضوح أن النظام لا يعبأ بمعاناته. وسوف تؤدي تلك الأنشطة لمزيد من العقوبات الجديدة ضد النظام، فالشروع في اتخاذ خطوات غير محسوبة من النظام لتطوير أنشطته النووية لا تصب في قنوات مصالح إيران، وسوف تؤدي إلى إدخال دول المنطقة في نفق مظلم من الأزمات والقلق، فالأنشطة تمثل تهديدا واضحا لسائر تلك الدول ودول العالم قاطبة بحكم أنها تمثل اختراقا للأمن والسلم الدوليين، وتمثل شجبا لكل النداءات الدولية بوقف التسلح النووي الإيراني، ولا يمكن بالتالي السماح باستمرار النظام في خطواته العدوانية تلك، التي تمثل عدوانا صارخا على المواثيق الدولية ذات العلاقة بنزع أسلحة الدمار الشامل من كل مكان. article@alyaum.com