في حياتي لم أتشوق لزيارة معلم سياحي سعودي كما أتشوق لزيارة بوليفارد الرياض. والسبب هو هذا الانبهار الإعلامي الكبير بفكرة هذا الشارع ومعالمه وكونه نشأ، خلال أشهر معدودة، من بقعة صحراوية صماء لم يكن فيها (صريخ ابن يومين) كما قال الإعلامي المصري المعروف عمرو أديب.

الآن، أيضا كما نقل أديب ونقل غيره من الإعلاميين، هذا (البوليفارد) ينبض بالحياة. ليس أي حياة وإنما الحياة الملهمة في كافة وجوهها الفنية من مسرح وموسيقى وحفلات كبيرة وصغيرة وحضور بشري يتأثر ويؤثر فيمن وما حوله.

كنت كتبت سابقا أن مدننا في المملكة تحتاج إلى (شوارع سياحية) مفتوحة وجاذبة على غرار الشانزليزيه في باريس وتايم سكوير في نيويورك والجي بي آر في دبي وما إليها من شوارع شهيرة يغزوها السائحون ويتزاحمون على فعالياتها وأسواقها.

أعتقد أن ذلك تحقق في الرياض بنشوء (البوليفارد) في المدينة؛ على اعتبار أنه سيبقى شارعا مفتوحا ومكتظا بالفعاليات والزوار طوال السنة وليس خلال الموسم فقط. وإذا لم يكن ذلك في الحسبان أرجو أن يتم النظر فعلا في إمكانية استمراريته وتمدده إلى أكبر وأكثر مما هو عليه الآن.

وأرجو، في الوقت ذاته، أن تصيب عدوى بوليفارد الرياض مدنا أخرى، رئيسية وطرفية، فتكون لها شوارعها السياحية الخاصة المتميزة بما لديها وليس لدى غيرها من المدن. ومن أهم ما تمتاز به مدينة عن أخرى فنون المنطقة وطابعها الثقافي في كل شيء.