** خسارة ثانية تلقاها الهلال في ظرف خمسة أيام، وفي مباراة تنافسية كبرى.. خسر من السد برباعية ثم خسر من النصر منافسه التقليدي بعد أن كان متقدما بهدف.. هاتان الخسارتان أكدتا الفشل الذريع في التعامل مع المباراتين إداريا وفنيا.. فالعقلية التي يدار بها الفريق لم تستطع التأثير الإيجابي لفرض الجدية والانضباط والعقلية الاحترافية بين اللاعبين فضلا عن الأخطاء الفنية التي ارتكبها مدرب الفريق السيد زار فان في كلتا المباراتين.. فلم يستطع إدارة أي منهما والحفاظ على تقدمه وفشل تماما في إلغاء خطورة الخصم وتحديد مصادر خطورته ورقابة أهم عناصره في مناطق الخطورة.. بل إنه فشل في منع لاعبيه من ارتكاب أخطاء ساذجة تسببت في خسارتين وهز صورة الفريق وأفقدت جماهيره الثقة فيه.. وجعلت حظوظه في الفوز بدوري أبطال آسيا الذي تأهل له محل شك كبير.. فالفريق غير قادر على حماية مرماه ودخول المباريات بعقلية ناضجة في التعامل مع أحداثها ومجرياتها، ولا يمكن له أن يضمن تحقيق ما يريد طالما هو فنيا تارة في القمة وتارة أخرى في الحضيض.. فالأخطاء الدفاعية والفردية تتكرر باستمرار بدون علاج.. ودون محاسبة اللاعبين.. أو تصحيح هذه الأخطاء.. فالتنظيم الدفاعي ضعيف جدا.. وخط الوسط مكشوف تماما أمام الخصوم.. وبعض حالات البرود واللامبالاة من بعض اللاعبين تعصف بالفريق في لحظات حاسمة من اللقاء.. أضف إلى ذلك أن السيد راز فان لم يقدم فريقا قادرا على لعب مباراة تنافسية كبيرة بذهنية صافية وعقلية الانتصار.. ولم يرح من ليست المباراة ضمن اهتماماته من اللاعبين ويشرك العناصر البديلة التي لو شاركت لربما سعت للقتال والحفاظ على سمعة فريقها بشكل يفوق ما شاهدناه من بعض العناصر.. فالملاحظ أن معظم اللاعبين تجدهم بعيدين جدا عن أجواء المباراة سواء الأولى (السد) أو الثانية (النصر).. ما يوحي بأن إعدادهم للمباريات تتحكم به الظروف المحيطة بالفريق والأجواء المصاحبة أكثر من العمل الفني والإداري من داخل الفريق.. وهذا يفسر التذبذب الكبير في الأداء من مباراة لأخرى.. فالجهازان الفني والإداري غير قادرين على فرض أو لنقل عزل اللاعبين عن أي مؤثرات وتوفير أجواء وعقلية اللعب في كل مباراة على حدة.. فلا يمكن أن تكون مباراة النهائي سببا في هذا المستوى المتذبذب؛ لأنها لو كانت كذلك لما شاهدنا ذلك الانهيار أمام السد والمستوى الباهت الذي كان عليه معظم اللاعبين.
أخيرا المباراة انتهت وتأثيراتها يجب أن تكون إيجابية بحيث يستفاد من مثل هذه المباريات رغم أن الأحداث السابقة تؤكد أن الاستفادة تكاد تكون معدومة كما حدث أمام السد والنصر.