كنت على يقين بأنه مهما طال الزمن سيأتي وقت ينتفض فيه العرب، الذين استباحت إيران أوطانهم، ضدها وضد مَنْ يواليها من الميليشيات والخونة، الذين باعوا أوطانهم وتنازلوا عن كراماتهم.
حدسي أو يقيني لم يكذبني، حيث ينتفض العراق وينتفض لبنان شعبياً ضد الصلف والأجندة الإيرانية الهدّامة. قد يبدو الأمر، في لبنان بالذات، متعلقاً بالفقر ولقمة العيش وما إلى ذلك، لكن ما يجب أن ننتبه إليه هو تلك الأصوات، التي تُحمّل ميليشيا حزب الله مسؤولية العقوبات الدولية وتقطيع أوصال لبنان مع أشقائه العرب؛ وما جره ذلك عليه من خراب وانهيار اقتصادي ومعيشي واضح.
العراقيون، في ساحات بغداد وفي غيرها من الساحات، أكثر صراحة ومباشرة في التعبير عن سخطهم من الوجود الإيراني في بلادهم والمطالبة برحيل وإزالة كل ما يمت إلى الإيرانيين بصلة. ولذلك هم يدفعون، في مظاهراتهم العارمة، ثمناً أكبر مما يدفعه اللبنانيون الآن، حين يُقتلون بالرصاص الحي بالعشرات ويصابون بالآلاف عقاباً لهم على جرأتهم وإصرارهم على إرجاع وطنهم وكراماتهم وشرفهم.
اليمن مرشح لنفس المصير، مصير الانتفاضات والاحتجاجات على الوجود الإيراني المتمثل بميليشيا الحوثي الانقلابية، فاليمنيون أشد معاناة من العراقيين واللبنانيين، نتيجة لشح مكتسباتهم التنموية وانقضاض لصوص طهران وصنعاء على هذه المكتسبات الشحيحة لحساب أجندتهم وبقائهم.
تنكشف إيران وينكشف نظامها السياسي الأيديولوجي العفن أمام الشعوب العربية، التي تهدر الآن في كل الساحات معلنة رفضها للوجود الإيراني ومَنْ يمثله؛ ومعلنة -وهذا أهم- عن ارتفاع منسوب وعيها، حيث أصبحت قادرة على التمييز بين أعدائها وأصدقائها، مَنْ يريد بها شراً ومَنْ يريد بها خيراً.