في بداية كل عام دراسي جديد يكرم بعض مدراء المدارس طلابهم المتفوقين للسنة الماضية، ويكون لهذا التكريم أثر طيب وملموس على نفسية وأداء الطلاب كدافع لهم في غرة عام دراسي جديد يزخر بالإنجازات والتقدم.
كثيرا ما نرى ونسمع عن التكريم في شتى صوره، فهناك عبارات من الثناء والشكر والتحفيز والامتنان، وكثيرا ما نرى من الجهود ما تُزكى بشهادة شكر وتقدير نظير ما قدمه الطالب من جهدٍ مبذول وسعيٍ مشكور طيلة العام الدراسي كمن يكدح «ليل نهار» حتى يعتلي أعالي القمم بمرتبة الشرف.
في قصة هذا الطالب المكافح شيء من «الفرح والألم» ولا أطيل عليكم..
تتوالى الأحداث والأيام والشهور، ليجد الطالب المتفوق أنه مسجل ضمن قائمة «المنسيين».. ومن حوله من متفوقين يُزفوُن إلى منصة التكريم، عدا هو يمكث في مكانه وحيدا بائسا حزينا، وشرارة من غضبٍ تكتنفه وعيناه تنتحب في صمت مفرط، ليصطدم بعد ذلك بهول المشهد المرير ليجد أنه ليس في عداد المتفوقين أصلا، تتبادر إلى ذهنه تفسيرات لا تأويل لها، ولا مبرر في أن يعيد النظر إلى تلك الأرقام الجذابة ومدى إعجابه برصدها ليتأكد بعد ذلك أنه لم يعد في صدد الاهتمام أم أن العتب على النظر، محملقا في شهادة التكريم متأملا متسائلا والشك يساوره، أكانت شهادة الشكر والتقدير بمثابة حبر على ورق!؟
فتمر تلك اللحظة التي ما أن ذهبت في طي النسيان هدرا ليحدث الطالب نفسه عن العام المنصرم، محتجا إزاء ما حصل ..
فتبدأ معاناة يطويها الحزن «بين الشعور بالإخفاق»، ومرحلة من الإحباطات، ليسارع الطالب في البحث عن مخرجٍ والسبب خلف تنحيته عن مكانته، ليأتيه الخبر اليقين في صدمةٍ غير قابلةٍ للإصلاح، وكانت «إفادة» فحواها كالآتي:
عزيزي الطالب المتفوق بالصف الرابع الابتدائي: لقد تقدمت في العام الماضي، إلى أن بلغت بحصادك عنان السماء، فكانت ثمرة جهدك «التفوق» ولك الحق أن تمنح شهادة شكر وتقدير، وهنيئا لك ما حفظت وهنيئا لك ما نلت، لكننا نعتذر منك لن يحالفك الحظ لأن تُزف إلى منصة التكريم، فالقوانين تحتم علينا تقليص «النخب» من الأميز دونما المميز عزيزي الطالب نأسف أعد المحاولة مجددا.
لم يكن يدرك هذا الطالب أن مرحلة من الماضي عُدت سببا في عدم منحه التكريم، لكن الواقع أبى ألا يتفق مع ضبابية الموقف المجحف ويظل هناك سؤال عالق في ذهن الطالب لماذا منحتموني شهادة التكريم في المرحلة التي تفوقت فيها على تقدمي، أتعلمون كم مضى وانقضى واحترقت لمجرد أنني سعيت لما أتيت إليه أين العدل من ذلك.
إن شهادة التكريم لا توفي بالغرض، كما أن شهادة التكريم ليست مجرد كلمات تتفنن بها الأقلام نقشا، وتُطرب لها أوتار القلب فرحا، لترحل للأطلال ذكرى كعود ثقاب اشتعل نوره وانطفأ.
إن كانت القوانين تقتضي الأحكام فعجبي إن لم يتكفل مدراء المدارس بإطلاق «مبادرة التكريم» لكل من تفوق وتسلم شهادة شكر وتقدير «دون استثناءات» وتحديدا طلاب السنوات الست الأولى من التعليم الابتدائي فهم في أمس الحاجة للتحفيز وبناء الثقة بالنفس والتي تعد أهم أسس النجاح.
حين يقتصرالتكريم على الجهود الفردية واحدا تلو الآخر ولا يتم الالتفات لثمرة النجاحات كأجزاء من منظومة تعليمية بروح الفريق الواحد لعم البلل والخلل في سلوك هؤلاء الطلاب من حب التملك والاستحواذ والغيرة المفرطة والحسد إلى حب الذات فينتهي المطاف بإلحاق الضرر بالآخرين..
متى ما أصبح التكريم يعتمد على الانتقائيه دون النظر في مساع بيضاء وقودها العرق والسهر والدموع الى احتفالية سعيدة تنعم بها فئة محددة، وإقصاء فئة لا ذنب لها سوى أنها غرقت في عرق جهدها وتكللت مساعيها بالتفوق وعافرت لأجل أن تحظى بمثل حظ من كرموا لتجد أمامها من يكسرها باسم برامج وزارية وإستراتيجية معينة فهذا ليس بهدفٍ منشود.
لك أن ترى من دفعك وتخلى، وحان أن يمضي عنك لتقل له شكرا للماضي الذي أعاق الحاضر عن تخليد مجده وشكرا لك يا من أهديتني عرقي في شهادة شكر وتقدير حتى عادت لا قيمة لها ما دامت حبرا على ورق.
كثيرا ما نرى ونسمع عن التكريم في شتى صوره، فهناك عبارات من الثناء والشكر والتحفيز والامتنان، وكثيرا ما نرى من الجهود ما تُزكى بشهادة شكر وتقدير نظير ما قدمه الطالب من جهدٍ مبذول وسعيٍ مشكور طيلة العام الدراسي كمن يكدح «ليل نهار» حتى يعتلي أعالي القمم بمرتبة الشرف.
في قصة هذا الطالب المكافح شيء من «الفرح والألم» ولا أطيل عليكم..
تتوالى الأحداث والأيام والشهور، ليجد الطالب المتفوق أنه مسجل ضمن قائمة «المنسيين».. ومن حوله من متفوقين يُزفوُن إلى منصة التكريم، عدا هو يمكث في مكانه وحيدا بائسا حزينا، وشرارة من غضبٍ تكتنفه وعيناه تنتحب في صمت مفرط، ليصطدم بعد ذلك بهول المشهد المرير ليجد أنه ليس في عداد المتفوقين أصلا، تتبادر إلى ذهنه تفسيرات لا تأويل لها، ولا مبرر في أن يعيد النظر إلى تلك الأرقام الجذابة ومدى إعجابه برصدها ليتأكد بعد ذلك أنه لم يعد في صدد الاهتمام أم أن العتب على النظر، محملقا في شهادة التكريم متأملا متسائلا والشك يساوره، أكانت شهادة الشكر والتقدير بمثابة حبر على ورق!؟
فتمر تلك اللحظة التي ما أن ذهبت في طي النسيان هدرا ليحدث الطالب نفسه عن العام المنصرم، محتجا إزاء ما حصل ..
فتبدأ معاناة يطويها الحزن «بين الشعور بالإخفاق»، ومرحلة من الإحباطات، ليسارع الطالب في البحث عن مخرجٍ والسبب خلف تنحيته عن مكانته، ليأتيه الخبر اليقين في صدمةٍ غير قابلةٍ للإصلاح، وكانت «إفادة» فحواها كالآتي:
عزيزي الطالب المتفوق بالصف الرابع الابتدائي: لقد تقدمت في العام الماضي، إلى أن بلغت بحصادك عنان السماء، فكانت ثمرة جهدك «التفوق» ولك الحق أن تمنح شهادة شكر وتقدير، وهنيئا لك ما حفظت وهنيئا لك ما نلت، لكننا نعتذر منك لن يحالفك الحظ لأن تُزف إلى منصة التكريم، فالقوانين تحتم علينا تقليص «النخب» من الأميز دونما المميز عزيزي الطالب نأسف أعد المحاولة مجددا.
لم يكن يدرك هذا الطالب أن مرحلة من الماضي عُدت سببا في عدم منحه التكريم، لكن الواقع أبى ألا يتفق مع ضبابية الموقف المجحف ويظل هناك سؤال عالق في ذهن الطالب لماذا منحتموني شهادة التكريم في المرحلة التي تفوقت فيها على تقدمي، أتعلمون كم مضى وانقضى واحترقت لمجرد أنني سعيت لما أتيت إليه أين العدل من ذلك.
إن شهادة التكريم لا توفي بالغرض، كما أن شهادة التكريم ليست مجرد كلمات تتفنن بها الأقلام نقشا، وتُطرب لها أوتار القلب فرحا، لترحل للأطلال ذكرى كعود ثقاب اشتعل نوره وانطفأ.
إن كانت القوانين تقتضي الأحكام فعجبي إن لم يتكفل مدراء المدارس بإطلاق «مبادرة التكريم» لكل من تفوق وتسلم شهادة شكر وتقدير «دون استثناءات» وتحديدا طلاب السنوات الست الأولى من التعليم الابتدائي فهم في أمس الحاجة للتحفيز وبناء الثقة بالنفس والتي تعد أهم أسس النجاح.
حين يقتصرالتكريم على الجهود الفردية واحدا تلو الآخر ولا يتم الالتفات لثمرة النجاحات كأجزاء من منظومة تعليمية بروح الفريق الواحد لعم البلل والخلل في سلوك هؤلاء الطلاب من حب التملك والاستحواذ والغيرة المفرطة والحسد إلى حب الذات فينتهي المطاف بإلحاق الضرر بالآخرين..
متى ما أصبح التكريم يعتمد على الانتقائيه دون النظر في مساع بيضاء وقودها العرق والسهر والدموع الى احتفالية سعيدة تنعم بها فئة محددة، وإقصاء فئة لا ذنب لها سوى أنها غرقت في عرق جهدها وتكللت مساعيها بالتفوق وعافرت لأجل أن تحظى بمثل حظ من كرموا لتجد أمامها من يكسرها باسم برامج وزارية وإستراتيجية معينة فهذا ليس بهدفٍ منشود.
لك أن ترى من دفعك وتخلى، وحان أن يمضي عنك لتقل له شكرا للماضي الذي أعاق الحاضر عن تخليد مجده وشكرا لك يا من أهديتني عرقي في شهادة شكر وتقدير حتى عادت لا قيمة لها ما دامت حبرا على ورق.