المرأة نصف المجتمع وهي المركب الأساسي، الذي تقوم عليه الأسرة والمجتمعات، فالاهتمام بصحتها أمر غاية في الأهمية، وحسب منظمة الصحة العالمية، فإن سرطان الثدي هو أكثر نوع يصيب النساء بالعالم. والإحصائيات في المملكة وبناء على السجل السعودي للأورام (2015)، فإن 1979 سيدة أصيبت بسرطان الثدي بنسبة 16.7% لبقية الأورام، ويمثل معدل 24 سيدة لكل 100000. لذلك تم تخصيص شهر أكتوبر من كل عام منذ 2006م لتثقيف أفراد المجتمع وتحديداً النساء لرفع الوعي بالمرض وأهمية الكشف المبكر، الذي يمكن أن يكون سبباً في إنقاذ حياتها.
أسباب الإصابة بسرطان الثدي غير معروفة إلى الآن، لكن هناك بعض العوامل، التي قد تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة كالجنس، التقدم بالعمر خاصة فوق 55 سنة، التاريخ الصحي للعائلة، ونمط الحياة غير الصحي. لكن لابد أن ننوه بأن وجود واحد أو أكثر من العوامل المذكورة آنفاً لا يعني بالضرورة إصابة السيدة، كما أن عدم وجود أي من هذه العوامل لا يعني عدم الإصابة. وهنا تكمن أهمية الكشف المبكر، وبحسب وزارة الصحة تزيد نسبة التشافي بـ95%، بينما إذا تم اكتشاف المرض في مرحلة متأخرة، فإن فرصة العلاج تكون ضئيلة.
والجدير بالذكر، ليست لسرطان الثدي أعراض في الغالب، لكن العلامة المبكرة للإصابة هي ظهور كتلة في نسيج الثدي أو تحت الإبط، ونادراً ما تكون مصاحبة بالألم. كما قد تظهر علامات في المراحل المتقدمة كتغير مفاجئ في جلد الثدي أو الحلمة. وإذا تم تشخيص المرض يقوم الطبيب بتحديد العلاج (كيميائي- إشعاعي- هرموني- جراحي) حسب نوع الورم، ومرحلته والحالة الصحية للمريضة.
ومن منطلق اهتمام وزارة الصحة لمكافحة السرطان، أطلقت حملة وطنية توعوية للكشف المبكر عن سرطان الثدي، كإستراتيجية وقائية للحدّ من الإصابة عند السيدات. وفي المنطقة الشرقية تحديداً، أطلقت جمعية سرطان السعودية للتوعية بسرطان الثدي حملة «#الشرقية_وردية11» في عدة مرافق حكومية وخاصة ومجمعات تجارية تحت شعار «#شجاعة_في _ ربع_ساعة»، وهي المدة الزمنية، التي تستغرقها السيدة خلال الفحص بجهاز الماموجرام.
الوقاية خير من العلاج، فاهتمام المرأة بصحتها من خلال أسلوب حياة صحي (الغذاء، النشاط البدني وتجنب التدخين) يقي من المرض. كما أن الفحص الذاتي للتأكد من عدم وجود أي أورام أو تكتلات، وإجراء التصوير الإشعاعي (الماموجرام) بعد تجاوز السيدة سن الأربعين مرة في السنة على الأقل يساعد في الكشف المبكر عن المرض.
سرطان الثدي قضية صحية ملحة لابد أن نوليها جل اهتمامنا للحد منه، خصوصاً مع ارتفاع معدل الإصابة وذلك بالتركيز على الكشف المبكّر، فهو العنصر الرئيس لمكافحة المرض. لكننا نجد بعض السيدات لديهن مخاوف من أن تكون مصابة، فلا تولي اهتماما للكشف المبكر، وذلك لن يزيل المشكلة إن وجدت إنما سيفاقمها. لكن المواجهة واكتشاف المرض وتشخيصه في البدايات تزيد من نسبة الشفاء وتقلل من المضاعفات كانتشاره عندما يصبح في مراحل متقدمة ويصبح صعب السيطرة عليه.
لذلك نقول لكل امرأة: لأننا نهتم... افحصي الآن.