عندما تراجع أحد المستشفيات للكشف الطبي وتدخل على طبيب عام وتشكل عليه الحالة يستدعى الأخصائي للنقاش في الحالة قبل وضع الخطة العلاجية، وكذلك عندما تتوجه لإجراء بعض التحاليل الطبية في المختبر ويواجه الفني مشكلة في عينة دم أو النتائج يتطلب ذلك تدخل أخصائي المختبر في نفس اللحظة وربما يستدعى استشاريا في حال توفره. ولكن قد يتساءل البعض عن علاقة الأخصائي بالمناهج؟ في المدرسة يتعامل المعلم مع بشر أيضا ويواجه المعلم الكثير من المشكلات سواء في الممارسات التدريسية أو التقويمية وربما لا يجد من يساعده في حل تلك المشكلات، وربما يستمر المعلم عدة سنوات ولديه بعض المشكلات قد يشعر المعلم بذلك ويسعى لتغييرها ولكن من وجهة نظر فردية، أو ربما يستمر المعلم بنفس الأخطاء. ولا أقصد هنا أن جميع المعلمين لديهم مشكلات ويحتاجون من يتدخل لتعديل ممارساتهم داخل الفصل، أن كثيرا من المعلمين متميزون ولديهم الكثير ليقدموه، ولكن تظل تلك الممارسات على المستوى الفردي ويحتاج المعلم لتطويرها. ولا أنكر هنا دور قائد المدرسة والمشرف التربوي لما يقدمانه من دعم للمعلم في المدرسة، ولكن يظل ذلك محدودا؛ لأن قائد المدرسة والمشرف التربوي لديهما الكثير من المهام التي أثقلت كاهليهما، وربما يكتفيان بظاهر النتائج لأن المطلوب منهما زيارتان في السنة فنية وتقييمية. رغم أن هناك أمورا يفترض نقاشها بشكل مستمر كالتخطيط للتدريس، الأنشطة، نتائج الطلاب...، الأفضل في هذا الحال وجود متخصص في المناهج في كل مدرسة يشرف على جميع الجوانب التعليمية في المدرسة، وهذا ما هو مطبق الآن في المدارس الأسترالية، حيث يتولى المسؤول عن المناهج الإشراف التام والمتابعة لجميع المعلمين، والتخطيط بالتعاون مع المعلمين لجميع الأنشطة التعليمية في المدرسة من خلال مجتمعات التعلم المهنية. ليس ذلك صعبا على وزارة التعليم لوجود معلمين حاصلين على درجة الماجستير والدكتوراة سواء موفدين داخليا أو مبتعثين خارج المملكة لإكمال الدراسات العليا، كما قامت الوزارة مؤخرا بابتعاث مجموعة من المعلمين والمعلمات في تخصص المناهج ضمن برنامج خبرات 3 لجامعة موناش بأستراليا، والمفترض الاستفادة من تلك الخبرات داخل المدارس وخارجها؛ لأن الوزارة دفعت مبالغ ضخمة على المبتعثين خارجيا، وفرغت الموفدين داخليا للتطوير، كما يوجد أيضا معلمون أكفاء حصلوا على جوائز تميز على مستوى الوزارة أو على المستوى الخليجي، وغيرهم من المعلمين الأكفاء الذين يشار لهم بالبنان ولديهم رؤية وأهداف واضحة وقادرون على التغيير ولكن للأسف يتم هدر تلك الطاقات ويكتسبون طاقة سلبية عند عودتهم إلى الميدان التعليمي لعدم وجود بيئة داعمة تساعدهم على الإسهام في تطوير الميدان التعليمي، ولعل الوزارة تنتبه لذلك قبل تطبيق اللائحة التعليمية الجديدة وتضع لائحة بوجود مسؤول عن تخطيط المناهج- أخصائي- داخل المدارس ليساهم في تجويد عملية التعلم والتعليم في داخل المدرسة والربط بين أفكار المعلمين من خلال مجتمعات التعلم المهنية، وبالتالي يتفرغ قائد المدرسة للجوانب القيادية العامة؛ لأن لديه من المهام ما يثقل كاهله من متابعة حضور وانصراف، صيانة، مقاصف....الخ.