وقد مر وقت طويل قبل أن نبدأ باستقبال أرقام مبشرة ساقها مؤخرا معالي رئيس الهيئة العامة للترفيه، تركي آل الشيخ، الذي قال إن عدد زوار موسم الرياض خلال 3 أيام فقط وصل إلى أكثر من 250 ألف زائر، 80% منهم سعوديون و10% خليجيون والبقية من مختلف دول العالم. الأهم، من وجهة نظري، أن نسبة الإشغال في الفنادق وصلت إلى 98% وارتفعت مبيعات رحلات قطار الشرقية - الرياض 40%، بينما بلغت الوظائف الموسمية طوال فترة الموسم 24 ألف وظيفة، وهناك أكثر من 22 ألف متطوع بمكافآت مالية. الأهم، أيضا، أن موسم الرياض حقق أكبر عائد في الرعايات والشركات المساهمة في تاريخ المملكة، بأكثر من 400 مليون ريال، وحققت المبيعات خلال ثلاثة أيام فقط أكثر من 235 مليون ريال. هذا يعني أنه إذا استمرت المبيعات بنفس الوتيرة فإن كامل الموسم سيحقق ما يزيد عن ملياري ريال تستفيد منها كل الفعاليات والقطاعات و «البزنس» الكبير والمتوسط والصغير.
هنا يصبح فعلا سمننا في دقيقنا، ونكون قد نجحنا في إخراج المارد السعودي، السياحي والترفيهي، من القمقم الذي ظل محبوسا فيه على الأقل لأكثر من أربعين سنة. وكنت قلت من قبل، وما زلت أصر على ذلك، أن كنوزنا السياحية والترفيهية لا تقل بأي حال من الأحوال عن كنزنا النفطي، بل إنها قد تفوقه لأن لها صفة الاستدامة والتطور ما دمنا حفيين بها ونحسن استغلالها وتقديمها إلى العالم. والمهم أن نواصل هذا المسير الطموح والفعال لكي نبلغ غاياتنا التنموية والاقتصادية الكبرى بوجود النفط وبعدم وجوده بعد حين.