ولا شك أن التآلف الأسري والعائلي داخل تلك المجالس المنتشرة في مدينتي الهفوف والمبرز، وهما من أكبر وأهم مدن المحافظة يدعو لمزيد من الفخر والاعتزاز والإعجاب، وزيارة سمو نائب أمير المنطقة الشرقية لتلك المجالس يذكرنا جميعا بما كان يمارسه مؤسس الكيان السعودي الشامخ الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -رحمه الله- حيث انتهج ضمن سياساته الحكيمة سياسة الأبواب المفتوحة، حيث كانت مجالسه مشرعة لأبناء شعبه، وكان في ذات الوقت يزور العديد من العوائل والأسر سواء بمدينة إقامته الرياض أو في غيرها من المدن التي كان يزورها باستمرار.
تلك العادة الحميدة التي انتهجها مؤسس هذه البلاد وواضع اللبنات الأولى لصروح تنميتها ونهضتها انتقلت منه إلى أشباله الميامين وأحفاده، فأبواب قادة هذا الوطن بقيت مفتوحة خلال مختلف العهود حتى العهد الحاضر الميمون، تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- ولا شك أن تلك العادة الحميدة ذات الارتباط الوثيق والمباشر بسياسة الأبواب المفتوحة كانت ولا تزال خير وسيلة للوقوف عن كثب على احتياجات المواطنين ومطالبهم وتحقيق أحلامهم وطموحاتهم.
وها هو سمو نائب أمير المنطقة الشرقية يترجم عمليا تلك السياسة الحكيمة التي انتهجها مؤسس هذه الدولة الفتية بزياراته لعدد من مجالس أسر وعوائل محافظة الأحساء، ضمن زيارته التفقدية الأخيرة حيث ناقش مع أفرادها الكثير من المسائل التي تتعلق بتطوير وتحديث هذه المحافظة الخضراء، واستمع إلى اقتراحات ومطالب أهالي الأحساء، وتلك وسيلة تعد من أهم علامات التواصل والتلاحم بين قادة هذا الوطن المعطاء ومواطنيه، حيث أسقطت كل الحواجز وفقا لتلك السياسة الحكيمة التي ساهمت في تطوير وتحديث هذه البلاد المباركة.
وفي الوقت الذي شكر فيه أصحاب تلك المجالس والمواطنون تلك المبادرة الطيبة من سموه، فإنهم رفعوا أياديهم إلى رب العزة والجلال، يدعونه أن يحفظ هذه الديار ويديم عليها نعمة الأمن والأمان والرخاء والاستقرار ورغد العيش، وتلك نعم أسبغها الله على هذا الوطن المقدس، وشرف قادته بخدمة الحرمين الشريفين وفتح أبوابهم أمام المواطنين للوقوف على مطالبهم، وترجمتها إلى مشروعات حيوية كبرى ساهمت في تقدم ورفعة وتنمية المملكة ووضعتها في مكانها اللائق والمرموق بين دول العالم المتقدمة.