فاقد الشيء لا يعطيه، وإيران الحالية تفتقد إرادة السلام والأمن والبناء؛ في داخلها وفي خارجها.. ما تُجيده فقط هو لعبة التهديم والتفريق، ونقض النسيج الوطني الواحد لحساب الطائفيات والعصبيات البغيضة التي تدمّر الدول وتقضي على آمال شعوبها.
انظر إلى حال العراق المتفجّر الآن، وانظر إلى حال سوريا ولبنان واليمن؛ لتعرف أي حظ أو وضع سيئ وقعت فيه هذه الدول حين صدَّقت الكلام المعسول للنظام الإيراني، وحين تمادت أطياف من شعوب هذه الدول في تمهيد أرضها لدخوله وتمكينه من مقدّراتها ومؤسساتها.
النظام الإيراني الحالي نظام للإرهاب والشر المطلق، ومتى وضع يده في مكان فإن هذا المكان يُصبح عُرضة للدمار والتمزق والتخلّف، كما هو حاصل الآن في أكثر من دولة عربية ابتُليت بتدخّلاته ووكلائه.
وما يعوّل عليه هو أن تعي هذه الدول وشعوبها، كما يحدث في العراق الآن، شرور النظام الإيراني وأطماعه وتربّصاته؛ لكي تُنقذ ما يمكن إنقاذه من براثنه، ولكي تعود إلى وطنيتها واستقلال قرارها، وبناء حاضرها ومستقبل أجيالها.
وكلما تأخر هذا الوعي توغّلت شرور النظام الإيراني، وشرور وكلائه، وصعب اقتلاعها.
الأهم، أيضًا، أن تعي الشعوب، التي ما زالت خارج دائرة تدخّلات النظام الإيراني وتأثيره، أن مقاومتها نواياه وتربّصاته وتهديداته فرض عين وطني يُجنّبها سوء الحال والمآل، فالعاقل مَن اتعظ بغيره.