المتابع لاحتفالات المملكة باليوم الوطني التاسع والثمانين يلاحظ حجم المشاركة الشعبية في الاحتفال بهذه المناسبة التي أقبل المواطنون عليها إقبالا منقطع النظير، يظهر حقيقة مشاعر الولاء والانتماء لدى المواطنين من كافة الأعمار رجالاً ونساءً تجاه وطنهم وقيادتهم مما لفت انتباه المراقبين خارج وداخل المملكة. وتأتي أهمية هذه المشاركة نظراً للظروف الإقليمية والدولية والتي تضيف إلى المناسبة أهمية إلى أهميتها، خاصة أن إقبال المواطنين السعوديين يتميز عن غيره بأنه يجيء عفوياً ونابعاً من رغبة شخصية في التعبير عن مشاعر الوفاء للوطن والإخلاص للقيادة، ويؤكد استعداد المواطنين للبذل والتضحية لإعلاء راية الوطن وحماية مقدراته ومكتسباته، ويوصل رسالة إلى كل من يتربص بأمن الوطن وسادته مفادها التفاف المواطنين بكافة انتماءاتهم حول راية الوطن وإخلاصهم لقيادتهم، ووقوفهم صفًا واحداً أمام كل عدوان خاصة أن المناسبة تزامنت مع الاعتداء الآثم على بعض مواقع الإنتاج الهامة للبترول التابعة لشركة أرامكو. ولقد كان الاحتفاء بالمناسبة وبهذا المستوى الذي كان عليه والمشاركة الواسعة فيه رغم الذي حصل وإصرار الجميع على أن لا يؤثر ذلك على برامج الاحتفال باليوم الوطني، بل زاد أهمية الاحتفالات وضاعف أعداد المشاركين فيها في استفتاء شعبي عفوي على موقف المواطنين من العدوان، أما الاهتمام العالمي بالمناسبة ومسارعة رؤساء الدول الصديقة والشقيقة لتهنئة القيادة وإقبال الأشقاء في البلاد العربية والإسلامية والجاليات المقيمة في المملكة على المشاركة، والتعبير عن مشاعرها تجاه بلادنا الغالية وهي مشاعر أظهرت المكانة الرفيعة للمملكة لدى هؤلاء الأشقاء والأصدقاء، إضافة طبعاً إلى مشاركة العديد من مواطني هذه الدول في احتفالات سفارات المملكة في الخارج بالمناسبة أيضاً. ولقد وفقت الهيئة العامة للترفيه في استلهام هذا الشعار اللفظي من مقولة صاحب السمو الملكي ولي العهد خلال مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار الذي عقد في أكتوبر الماضي والتي امتدح فيها سموه المواطنين السعوديين قائلاً: (همة السعوديين مثل جبل طويق ولن تنكسر إلا إذا أنهد هذا الجبل وتساوى بالأرض)، واعتزازاً بهذه المقولة التي جسدت قوة العلاقة بين القيادة وشعبها الوفي من جهة كما أظهرت حجم ومتانة وعظمة ثقة القيادة بهذا الشعب وقدرته على المضي بوطنه قُدُماً على طريق الرخاء وتحقيق رؤية 2030 التي تجسد حلم القيادة والشعب لوطن مزدهر ومستقبل واعد -بإذن الله-. ولعل نظرة متأملة لما وصلت إليه بلادنا والحمد لله في حاضرها الزاهر من أمن واطمئنان وتقدم في كافة المجالات، ومقارنة ذلك بالحال الذي كان سائداً قبل توحيد أرجاء الوطن على يد الملك عبدالعزيز -يرحمه الله- مؤسس الدولة السعودية الثالثة، وتأمل المراحل التي مرت بها هذه البلاد، يضفي مزيداً من الأهمية على الاحتفال بالمناسبة وهي بلا شك ضرورية خاصة للجيل الذي لم يعش تلك الظروف ولا يتصور صعوبتها، وبالتالي قد لا تتضح لديه المنجزات العظيمة التي تحققت على كافة الصعد، ولذلك فإن برامج الاحتفال بالمناسبة الترفيهية والاجتماعية والثقافية والرياضية وغيرها لا تُغني عن ضرورة استثمار المناسبة في تعريف الأجيال الجديدة بما تحقق من تحولات ومنجزات عظيمة، لم تكن لتتحقق لولا عون الله أولاً ثم جهود المخلصين من أبناء الوطن من الرعيل الأول وقادته الميامين، وفي طليعتهم القائد المؤسس ثم أولاده الملوك من بعده، وصولاً إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين، ومن عمل تحت قيادتهم من أبناء الوطن؛ لأن ذلك سوف يقوي بلا شك مشاعر الولاء والانتماء ويولد في نفوس الجيل الجديد الإحساس بالفخر بمكتسبات الوطن والإرادة لتحقيق المزيد -إن شاء الله-، وهي مناسبة أيضاً لحمد الله وشكره على نعمائه ودعاء الله سبحانه أن يديم على وطننا الأمن والأمان، ويرد عنه كيد الكائدين وعبث العابثين وأن يعيد المناسبة عاماً بعد عام والهمة حتى القمة -بإذن الله-.