.. وعادت المدارس تستقبل طلابها، وعاد الآباء والأمهات لماراثون التردد على المدارس لتوصيل أو إعادة أولادهم (بنين وبنات)، كما عادت المعاناة السنوية الروتينية والمعتادة لتلبية طلبات المدرسين والمدرسات، التي تصدر للبنين والبنات من قبل مدرسيهم ومدرساتهم، كأوامر قاطعة لا رجعة فيها، حتى وإن كانت أوامر الوزارة تمنع مثل هذه الطلبات، وعادت أيضا معاناة الصغار والصغيرات في حمل حقائب مثقلة بكتب المقررات وحافظة الطعام، التي يكبر حجمها عاما بعد عام، وعاد أصحاب الدخل المحدود يراجعون حساباتهم ويجدولون رواتبهم المثقلة أصلا بفواتير الكهرباء والماء وأسعار البنزين المرتفعة.. إضافة إلى أقساط السيارة وإيجار الشقة، تحف بهذه الكوكبة من المصاريف.. والقيمة المضافة أو الضريبة المباشرة أو سمها ما شئت، المهم أنها تقصم ظهور أصحاب الدخل المحدود، أما من ليس لديهم دخل، فلهم شأن آخر في التعامل مع هذه الصعوبات غير القابلة للحل.
.. وعادت المدارس تستقبل طلابها وطالباتها نشطين في الصباح الباكر، ثم تلفظهم في نهاية اليوم الدراسي، وهم في غاية والتعب والنصب، وما أن تلامس أقدامهم عتبات بيوت ذويهم.. حتى يهرولوا إلى وجبة الغداء تليها «تعسيلة» هادئة أو غير هادئة - حسب الظروف - المهم أنها ربما تمتد إلى المغرب، لتبدأ رحلة المذاكرة، وحل الواجبات المنزلية.. دوامة يعيشها الصغار والكبار، وفي نفوس بعضهم لوم خفي على من اخترع المدارس والاختبارات وعلامات النجاح والفشل، مع أن الاستفادة من تقنيات العصر بدأت تتسرب على استحياء إلى التعليم في بلادنا، بهددف التخفيف من معاناة الطلاب وأولياء أمورهم، خاصة فيما يتعلق بمعضلة الحضور والغياب، وكل هذا روتيني ومقبول لأن الناس تعودوا عليه راضين أو مكرهين، لكن غير المقبول في هذه المسيرة الحياتية الجادة.. النظر إليها بشيء غير قليل من الإهمال من قبل بعض الآباء والأمهات ممن يتركون الحبل على الغارب بحجة أن يتعلم الصغار وهم الاعتماد على النفس، وأقول وهم لأن التربية لدينا من أساسها لا تعلم الاعتماد على النفس، في كل شيء من شئون الحياة، بالنسبة لصغار السن، بسبب التربية الموغلة التدليل وتلبية كل الطلبات بما فيها ما لا يتناسب مع أعمارهم، حتى إذا بلغوا سن المدرسة دخلوها دون سلاح الاعتماد على النفس، ولأن التربية لا تعني توفير الماديات فقط، ولأن التعليم لا يعني الزج بالأطفال في معركة هم غير مؤهلين لها، لذلك فإن المساعدة على اجتياز التعليم في مراحله الأولى والمتوسطة هو أمر ضروري وملح، مع زرع فكرة الاعتماد على النفس في نفوسهم لمواجهة مراحل الدراسة التالية، وما يحدث للصغار هو أنهم بين منزل لا يرون فيه إلا الإهمال من الأب أو الأم أو منهما معا، ومدرسة تطالبهم بما فوق طاقاتهم من الواجبات المدرسية، فلا يكون أمامهم غير التخبط الذي قد يؤدي لا قدر الله إلى الفشل في الدراسة، وثمة فرق بيت الإفراط والتفريط، بين الإهمال والرعاية الزائدة، بين القسوة والتعامل بالتي هي أحسن، هنا يصبح التوازن مهما للتعامل مع النشء، وهم أمانة لدى أمهاتهم وآبائهم وأي تساهل في أداء هذه الأمانة، إنما يؤسس لنتائج كارثية تتحملها الأسرة والوطن.
ما من أسرة إلا وترغب في أن يكون أبناؤها في مستوى مشرف سلوكا وتعليما، وهذا يقتضي جهدا كبيرا من الأمهات والآباء، خاصة مع تكاثر الملهيات التي تشغل الصغار عن أداء واجباتهم تجاه أنفسهم وأسرهم ومجتمعهم ووطنهم.
منذ البداية.. منذ الأيام الأولى للدراسة، لا بد من تعاون الأمهات والآباء لرعاية أبنائهم وبناتهم في مسيرة التعليم، كي تكون ناجحة ومثمرة للجميع.. لقد بدأت الدراسة، فلتبدأ معها الجدية والحرص، لتكون النتائج مرضية للجميع، بدلا من الندم يوم لا ينفع الندم.
.. وعادت المدارس تستقبل طلابها وطالباتها نشطين في الصباح الباكر، ثم تلفظهم في نهاية اليوم الدراسي، وهم في غاية والتعب والنصب، وما أن تلامس أقدامهم عتبات بيوت ذويهم.. حتى يهرولوا إلى وجبة الغداء تليها «تعسيلة» هادئة أو غير هادئة - حسب الظروف - المهم أنها ربما تمتد إلى المغرب، لتبدأ رحلة المذاكرة، وحل الواجبات المنزلية.. دوامة يعيشها الصغار والكبار، وفي نفوس بعضهم لوم خفي على من اخترع المدارس والاختبارات وعلامات النجاح والفشل، مع أن الاستفادة من تقنيات العصر بدأت تتسرب على استحياء إلى التعليم في بلادنا، بهددف التخفيف من معاناة الطلاب وأولياء أمورهم، خاصة فيما يتعلق بمعضلة الحضور والغياب، وكل هذا روتيني ومقبول لأن الناس تعودوا عليه راضين أو مكرهين، لكن غير المقبول في هذه المسيرة الحياتية الجادة.. النظر إليها بشيء غير قليل من الإهمال من قبل بعض الآباء والأمهات ممن يتركون الحبل على الغارب بحجة أن يتعلم الصغار وهم الاعتماد على النفس، وأقول وهم لأن التربية لدينا من أساسها لا تعلم الاعتماد على النفس، في كل شيء من شئون الحياة، بالنسبة لصغار السن، بسبب التربية الموغلة التدليل وتلبية كل الطلبات بما فيها ما لا يتناسب مع أعمارهم، حتى إذا بلغوا سن المدرسة دخلوها دون سلاح الاعتماد على النفس، ولأن التربية لا تعني توفير الماديات فقط، ولأن التعليم لا يعني الزج بالأطفال في معركة هم غير مؤهلين لها، لذلك فإن المساعدة على اجتياز التعليم في مراحله الأولى والمتوسطة هو أمر ضروري وملح، مع زرع فكرة الاعتماد على النفس في نفوسهم لمواجهة مراحل الدراسة التالية، وما يحدث للصغار هو أنهم بين منزل لا يرون فيه إلا الإهمال من الأب أو الأم أو منهما معا، ومدرسة تطالبهم بما فوق طاقاتهم من الواجبات المدرسية، فلا يكون أمامهم غير التخبط الذي قد يؤدي لا قدر الله إلى الفشل في الدراسة، وثمة فرق بيت الإفراط والتفريط، بين الإهمال والرعاية الزائدة، بين القسوة والتعامل بالتي هي أحسن، هنا يصبح التوازن مهما للتعامل مع النشء، وهم أمانة لدى أمهاتهم وآبائهم وأي تساهل في أداء هذه الأمانة، إنما يؤسس لنتائج كارثية تتحملها الأسرة والوطن.
ما من أسرة إلا وترغب في أن يكون أبناؤها في مستوى مشرف سلوكا وتعليما، وهذا يقتضي جهدا كبيرا من الأمهات والآباء، خاصة مع تكاثر الملهيات التي تشغل الصغار عن أداء واجباتهم تجاه أنفسهم وأسرهم ومجتمعهم ووطنهم.
منذ البداية.. منذ الأيام الأولى للدراسة، لا بد من تعاون الأمهات والآباء لرعاية أبنائهم وبناتهم في مسيرة التعليم، كي تكون ناجحة ومثمرة للجميع.. لقد بدأت الدراسة، فلتبدأ معها الجدية والحرص، لتكون النتائج مرضية للجميع، بدلا من الندم يوم لا ينفع الندم.