جميل هو النقاش مع أطفالنا، والأجمل هو أن يكون ذلك النقاش مثمر وغير محدد بأجوبة تُقيد عقولهم. وقد يعاني بعض الأباء أثناء الحديث مع أطفالهم بشطحات فكرية يسافر بها الطفل بعيداً دون تحفظ يُذكر. والتي قد تسبب الإحراج عند الأباء في كيفية السفر مع أبنائهم للبحث عن إجابات ترضي فضول أطفالهم المعرفي. فالفضول المعرفي لدى الطفل ينتج بسبب سعة الإدراك الذي يحتوي على صور وخيالات دون مصطلحات أو مسميات تساعد الطفل على تصنيفها.
فبعض الأسئلة المحظورة تأخذ حيزاً كبيراً من عقلية الطفل المُفكر وذلك بسبب غموضها. فالغموض مادة مغرية تدفع الطفل لإستخدام إحدى أدوات عقله وهي "التفكر أو التفكير". على سبيل المثال،مسألة الوجود والتي تتمحور حول الخالق تعالى، وأين هو؟ والبدء في المقارنات المنطقية والعاطفية والتي تتبعها مواضيع تدور حول العدم والوجود.
عقلية الطفل تعتمد على الخيال المنطقي والممزوج نوعاً ما بالعاطفة، فهو يفكر ليبني منظومته الخاصة مستندا على قناعات معينة وذلك على حسب البيئة المحيطة به. ففي إدراكه فجوة معرفية تفتقر الى الأجوبة المُشبعة لفضوله المعرفي، فهناك أسئلة تدور في فلك إدراكه كانت نتيجة لقدرته العالية على إستخدام أداة التفكير. ووجود عامل الذكاء قد شجع هذه الأداة على تشغيلها متمثلةً في التحليل والربط ثم الاستنتاج. وبهذه الطريقة تتراكم الاستنتاجات دون وجود تبرير مقنع او تعريفات منهجية لها سواء معرفية أو علمية. وبسبب هذه التراكمات يستخرج الطفل أسئلته باحثاً عن الأجوبة.
فعند سؤال الطفل لمثل هذه الأسئلة، إعلم عزيزي الأب/الأُم أن طفلك مُفكر وفضوله المعرفي يدفعه للبحث في الأسئلة المحظورة لأنها كالوجبة الدسمة التي تُشغل أداة التفكير في عقله. وفِي المقابل يجب على الأبوين أن يجاروا طفلهم المفكر في التفكر معه بصوت عالي. فمحاولة الأبوين على متابعة الأسئلة واستخراج الدوافع لها عن طريق استخدام نفس الأداة "التفكير" ستساعد الطفل على الوصول الى أجوبة مبدئية يستطيع من خلق أسئلة جديدة. فالطفل المفكر يضع الكونيات أمامه عندما يبحر في التفكير، قد يكون مبتدئاً بالكبير قبل الصغير. لذلك على الأبوين عكس طريقة التفكير والبدء من الصغير الى الكبير. واستخدام الكون كمثال تطبيقي سيساعد الطفل على إنعاش ادراكه من جديد، وذلك سيثري معرفته بمصطلحات وصور كونية عظيمة قد تقوده الى استخدام الأداة الثانية وهي التأمل.
عزيزي الأب وعزيزتي الأُم، قمع الطفل بإجابات موحدة او مسلمة قد تدفع الطفل الى أمور أخرى تكون نتائجها مخالفة للبيئة المحيطة والفطرة السليمة. فعقل الطفل صغير لكنه واسع وملئ بالعوالم المختلفه ... يتبع