في أحد أجزاء تلك المجتمعات تجد من يُحدثك عن الكمال وهو ليس بكامل !
يتشدّق بأقوال دينية ليبرر ما فعل..
شكّل فوارق بين الذكر والأنثى وجعل الأنثى ناقصة والذكر ملَكا منزلا.. فلسفة أفراد هذا المجتمع غريبة جدا للدرجة التي تُذهلك وتجعلك تتساءل بغرابة.. لا بد أن تعيد النظر في تفكيرك!
تكاد تكون معادلة كيميائية يعجز العلم والعلماء عن حلها وفهمها!
يعملون بمقولة «العيب لا الحرام» ..
بعضهم يكون مطلعا على بعض الثقافات والأعراف ويكون متفهما نوعا ما إلا أن قوة تأثير من حولهم تتخطى كل شيء وتكاد تُشكل رؤية ضبابية على أعينهم بحيث إنهم يرون الأمور بمنظور هذه العقليات الرجعية التي تكترث جدا لكلام الآخرين.
في إحدى المرات كنا نتجاذب أطراف الحديث عن العمل وأنه لا حرج ولا عيب فيه أيًا كان.. أحد الأشخاص طرح فكرة خبير القهوة «الباريستا»..
الجميع كانوا على نفس الرأي ويبدون إعجابهم بهذه المهنة إلى أن بادرت بسؤالهم هل من الممكن أن أرى شخصا منكم يُزاول هذه المهنة؟ فأجابت إحدى الزميلات: مستحييييل تخيلي أصير قهوجية للناس!!
مع العلم أنها لا ترى العمل عيبًا مهما كان!
وحين ناقشتها في الأمر قالت: احترم الأشخاص الذين يعملون في جميع المهن ولكن الناس مستويات وبعض الأعمال لا تناسب عائلتي حتى وإن كانت قد ناسبتني.
اندهشت جدا منها وكيف أنها نقيضة نفسها!
يكترثون لكلام الآخرين عنهم ولا يبالون كم أن ذلك مُنهك!
يا لتناقض هذا المجتمع!
تجد من يحدثك عن الدين وهو جاهل فيه.. ومن يخاطبك بتعالٍ وكأن حاجتك بين يديه.. ومن يماري بحديثه ليُعجب من يلاقيه..
من المخجل أن بعض العقليات موجودة بينما من المتوقع أنها اندثرت!
لا يسيرون وفق قناعاتهم الشخصية، إنما وفق كلام الناس حتى وإن كانوا مقتنعين في بعض الأمور وكأن كلام الناس داء اجتاح المجتمع بأكمله!
كُن مختلفا.. كُن ثابتا في زمن التناقضات لا تسير وفق قناعات شخصٍ آخر.. كُن غريبا في ظل هذه التناقضات.. مارس جميع طقوسك وفلسفتك بعيدا عن خوض هذا الصراع..
وقدّم لمجتمعك شخصا ناضجا مثقفا واعيا ليسير به نحو الأفضل..
لست أعمم لأن التعميم لغة الجهلاء.. ولكن هذا جزء كبير يجتاح مجتمعي..
لنسر سويًا نحو التكامل بما يتوافق مع أمور الدين ولا يختلف مع أعراف المجتمع، ربّما.. «جرعات مُفرطة من الثقافة» قد تكون دواء هذه العقليات..