ذكر الراغب الأصفهاني في محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء، أن الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان قال لأخيه عبدالعزيز حين وجهه إلى مصر: تفقد كاتبك وحاجبك وجليسك، فإن الغائب يخبره عنك كاتبك، والمتوسم يعرفك بحاجبك، والداخل عليك يعرفك بجليسك.
هذه الوصية تذكّر بأهمية الفريق، وأهمية اختيار الفريق، فقل لي من فريقك أقل لك من أنت، ولذلك يجب ألا تبنى الفرق على الطاعة العمياء فمن يطيع يكون عضواً في الفريق، ومن لا يطيع يبعد عن كل فريق، ولا على الراحة النفسية فقط بل على شروط أساسية ومعروفة لبناء الفرق منها التخصص فلا يصلح كل شخص لكل فريق، وأن يسعى القائد في بناء الثقة والرضا لدى الفريق، فمن يدخل بمجرد قرار لن يعطي كل ما لديه، وأن يكون للفريق رؤية وهدف لا لقتل الأهداف، وأن يعرف كل عضو في الفريق دوره، فبعض الفرق تعتمد على شخص واحد والبقية مجرد تسجيل حضور، وأن يُعطى كل عضو في الفريق أهميته، وأن تكون العلاقة بين أعضاء الفريق تبادلية لا اتكالية، وأن يدرك كل فرد أنه يعمل من خلال مجموعة لا وحده بحيث يضيق صدره بالآراء المخالفة أو يطالب بأن يكون الجميع في مستوى تفكيره، وأن يكون لدى كل فرد الرغبة في نجاح الفريق، فالنجاح نجاحٌ للجميع ومنهم القائد كما أن الفشل فشلٌ على الجميع ولن يغطي على الفشل تقديم أكباش الفداء مهما كان عددها، وقد أحسن من فسر كلمة: TEAM بأنها مأخوذة من Together Every one Achieves More فعملنا معاً يجعل كل واحد يحقق أكثر.
جلس أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- إلى جماعة من أصحابه فقال لهم: تمنوا، فقال أحدهم: أتمنى لو أن هذه الدار مملوءةٌ ذهباً أنفقه في سبيل الله، ثم قال عمر: تمنوا، فقال رجل آخر: أتمنى لو أنها مملوءة لؤلؤاً وزبرجداً وجوهراً أنفقه في سبيل الله وأتصدق به، ثم قال: تمنوا، فقالوا: ما ندري ما نقول يا أمير المؤمنين؟ فقال عمر: ولكني أتمنى رجالاً مثلَ أبي عبيدة بنِ الجراح، ومعاذِ بنِ جبلٍ، وسالمٍ مولى أبي حذيفة، فأستعين بهم على إعلاء كلمة الله.
وفي وقتنا الحاضر يتأكد أنه لا نجاح بغير فريق، فاختر فريقك حتى في مؤسسة بيتك