لو حدثك أحدهم عن قصة الإنسان الذي يبني بيته ثم يهدمه، ليعود ويبنيه من جديد، ويقضي عمره على هذا المنوال.. لما صدقته، إذ لا يوجد عاقل يرتكب هذه الحماقة باختياره ورضاه.
لكن هذا هو واقع الحال بالنسبة للإنسان، فهو في هدم وبناء دائمين، منذ نشأته الأولى، حيث رافقته الخلافات والنزاعات والحروب من يوم وجوده على وجه البسيطة، وهو بين قاتل ومقتول، نتيجة تصرفاته العدوانية، ومشاعره السلبية، وخلافاته الدائمة، ونوازع الشر الكامنة في نفس، وبوسائله المتاحة، ابتداء من الحجر، ثم الفأس والسكين، ثم الرمح والسيف، ثم البندقية والمسدس، وصولا إلى التجارب النووية فوق الأرض وفي الغلاف الجوي وتحت مياه البحار والمحيطات.
لقد أصبحت كلمات: أسلحة الدمار الشامل.. الإبادة الجماعية.. اتفاقيات حظر التجارب النووية.. مفاعلات تخصيب اليورانيوم.. القنابل الذرية والهيدروجينية والفراغية، وغيرها مما يشمله قاموس أسلحة الحروب الحديثة، أقول أصبحت كلمات متداولة لدى الجميع، وعناوين تتصدر أخبار الصحف والإذاعات والفضائيات.. ومنذ قنبلتي هيروشيما ونجازاكي في أواخر الحرب العالمية الثانية، وسباق التسلح النووي على أشده، تقابلها جهود دولية للحد من هذا السباق، لكن هذه الجهود لم تمنع دول كثيرة من إجراء تجاربها النووية، والسعي الحثيث للانضمام لقائمة الدول النووية، تحت غطاء التجارب النووية السلمية في البداية، ثم لا تلبث أن تفاجئ العالم بأن تعلن عن قيامها بتجاربها المحرمة دوليا، حتى أصبح امتلاك أسلحة الدمار الشامل من قبل الدول الكبرى في سباق دائم، وأصبح هناك ما يفوق السلاح النووي في التدمير والفتك بمساحات شاسعة من الأرض، وأعداد هائلة من الأبرياء، يذهبون ضحايا سباق التسلح، والموجه للدول المراد استغلالها، تدمير حضارتها، عن طريق إشعال الحروب فيها، ومن هذه الحروب تتمكن تلك الدول من تحقيق أهداف اقتصادية وعسكرية وسياسية، فهي تمتص ثروات الشعوب، وتتخذ من أراضيها ميدانا لتجريب أسلحتها الجدية، وإقامة القواعد العسكرية فيها، لضمان ولائها وتبعيتها السياسية في نهاية المطاف.
وهكذا يسعى الإنسان إلى العبث بعالمه من خلال أسلحة الدمار الشامل، وإثارة الحروب والنزاعات في الدول الصغيرة، لتستفيد الدول التي تسمي نفسها الدول العظمى، ويا لها من عظمة قائمة على تدمير الشعوب والاستيلاء على ثرواتها.. ثروات طائلة تستخدم في تطوير الأسلحة أو شرائها لتدمير الحضارة الإنسانية، ولو استخدمت في تعمير الأرض، وتحقيق الرفاهية للشعوب، لكان العالم غير العالم، فالحروب لا تقضي على الثروات المادية فقط، بل تقضي أيضا على الثروات البشرية وتدمر الطبيعة، وتهلك الأحياء برا وبحرا وفي السماء وفي أعماق المحيطات، وهذا هو السعي الحثيث ليدمر الإنسان عالمه، عندما يستهلك كل إمكانياته وطاقاته في صنع الأسلحة وتصديرها لكل قادر على الدفع، من الدول التي لا تتردد في التقصير على شعوبها لتئن تحت وطأة الجهل والفقر والمرض، مقابل تأمين قيمة هذه الأسلحة التي قد يكون مصيرها المستودعات لتصدأ دون أن تستعمل، وإن استعملت فلن تخلف سوى الدمار في حروب المنتصر فيها خاسر بكل المقاييس.
سباق التسلح يُكافح علنا لكن الدول التي تكافحه، هي التي تسهم في دعمه وإنتاجه وتسويقه، فهي في سباق حقيقي لكن ليس لمكافحة التسلح، بل لإنتاجه واستثماره وتسويقه والإثراء من ورائه، والكل يعرف ما يجنيه تجار السلاح من ثروات لمجرد الوساطة في عقد صفقات السلاح بين المصنِّع والمستهلك، وهذا المصدر من الثراء الفاحش لا يمكن التخلي عنه بسهولة، ولكي يستمر تصنيع الأسلحة وتسويقها، لا بد من حروب تُشعل في أنحاء كثيرة من العالم، وقودها المال والناس والحضارة.
فإلى متى يعبث الإنسان بعالمه، وهو الذي وُجد ليعمّر الكون، لا ليدمّره؟.
لكن هذا هو واقع الحال بالنسبة للإنسان، فهو في هدم وبناء دائمين، منذ نشأته الأولى، حيث رافقته الخلافات والنزاعات والحروب من يوم وجوده على وجه البسيطة، وهو بين قاتل ومقتول، نتيجة تصرفاته العدوانية، ومشاعره السلبية، وخلافاته الدائمة، ونوازع الشر الكامنة في نفس، وبوسائله المتاحة، ابتداء من الحجر، ثم الفأس والسكين، ثم الرمح والسيف، ثم البندقية والمسدس، وصولا إلى التجارب النووية فوق الأرض وفي الغلاف الجوي وتحت مياه البحار والمحيطات.
لقد أصبحت كلمات: أسلحة الدمار الشامل.. الإبادة الجماعية.. اتفاقيات حظر التجارب النووية.. مفاعلات تخصيب اليورانيوم.. القنابل الذرية والهيدروجينية والفراغية، وغيرها مما يشمله قاموس أسلحة الحروب الحديثة، أقول أصبحت كلمات متداولة لدى الجميع، وعناوين تتصدر أخبار الصحف والإذاعات والفضائيات.. ومنذ قنبلتي هيروشيما ونجازاكي في أواخر الحرب العالمية الثانية، وسباق التسلح النووي على أشده، تقابلها جهود دولية للحد من هذا السباق، لكن هذه الجهود لم تمنع دول كثيرة من إجراء تجاربها النووية، والسعي الحثيث للانضمام لقائمة الدول النووية، تحت غطاء التجارب النووية السلمية في البداية، ثم لا تلبث أن تفاجئ العالم بأن تعلن عن قيامها بتجاربها المحرمة دوليا، حتى أصبح امتلاك أسلحة الدمار الشامل من قبل الدول الكبرى في سباق دائم، وأصبح هناك ما يفوق السلاح النووي في التدمير والفتك بمساحات شاسعة من الأرض، وأعداد هائلة من الأبرياء، يذهبون ضحايا سباق التسلح، والموجه للدول المراد استغلالها، تدمير حضارتها، عن طريق إشعال الحروب فيها، ومن هذه الحروب تتمكن تلك الدول من تحقيق أهداف اقتصادية وعسكرية وسياسية، فهي تمتص ثروات الشعوب، وتتخذ من أراضيها ميدانا لتجريب أسلحتها الجدية، وإقامة القواعد العسكرية فيها، لضمان ولائها وتبعيتها السياسية في نهاية المطاف.
وهكذا يسعى الإنسان إلى العبث بعالمه من خلال أسلحة الدمار الشامل، وإثارة الحروب والنزاعات في الدول الصغيرة، لتستفيد الدول التي تسمي نفسها الدول العظمى، ويا لها من عظمة قائمة على تدمير الشعوب والاستيلاء على ثرواتها.. ثروات طائلة تستخدم في تطوير الأسلحة أو شرائها لتدمير الحضارة الإنسانية، ولو استخدمت في تعمير الأرض، وتحقيق الرفاهية للشعوب، لكان العالم غير العالم، فالحروب لا تقضي على الثروات المادية فقط، بل تقضي أيضا على الثروات البشرية وتدمر الطبيعة، وتهلك الأحياء برا وبحرا وفي السماء وفي أعماق المحيطات، وهذا هو السعي الحثيث ليدمر الإنسان عالمه، عندما يستهلك كل إمكانياته وطاقاته في صنع الأسلحة وتصديرها لكل قادر على الدفع، من الدول التي لا تتردد في التقصير على شعوبها لتئن تحت وطأة الجهل والفقر والمرض، مقابل تأمين قيمة هذه الأسلحة التي قد يكون مصيرها المستودعات لتصدأ دون أن تستعمل، وإن استعملت فلن تخلف سوى الدمار في حروب المنتصر فيها خاسر بكل المقاييس.
سباق التسلح يُكافح علنا لكن الدول التي تكافحه، هي التي تسهم في دعمه وإنتاجه وتسويقه، فهي في سباق حقيقي لكن ليس لمكافحة التسلح، بل لإنتاجه واستثماره وتسويقه والإثراء من ورائه، والكل يعرف ما يجنيه تجار السلاح من ثروات لمجرد الوساطة في عقد صفقات السلاح بين المصنِّع والمستهلك، وهذا المصدر من الثراء الفاحش لا يمكن التخلي عنه بسهولة، ولكي يستمر تصنيع الأسلحة وتسويقها، لا بد من حروب تُشعل في أنحاء كثيرة من العالم، وقودها المال والناس والحضارة.
فإلى متى يعبث الإنسان بعالمه، وهو الذي وُجد ليعمّر الكون، لا ليدمّره؟.