إننا في هذه البلاد وقد شرفنا الله بخدمة الحرمين الشريفين نذرنا أنفسنا قيادة وحكومة وشعبا لراحة ضيوف الرحمن، داعين الله أن يديم على أمتنا الخير والسلام، كلمات خادم الحرمين الشريفين في أول أيام عيد الأضحى المبارك، هي تأكيد على عزم هذه البلاد المضي قدما في الارتقاء بالخطط وتطوير الخدمات والإسهاب في تيسير السبيل لكل قاصد للحرمين الشريفين معتمرا وحاجا، وتعزيز لذلك النهج الذي كان ركيزة وعمادا ومنهجا لهذه البلاد المباركة منذ أيام الملك المؤسس -طيب الله ثراه-، ثم أتم مسيرته أبناؤه الملوك -رحمهم الله-، وحتى هذا العهد الزاهر بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-. المشهد الذي يتكرر في كل عام، مشهد تجتمع فيه هيبة دين وروحانية قلوب قدمت من مختلف بقاع الأرض لذات الهدف؛ لأنها ترتجي الرحمة والمغفرة والعتق من النار من رب العالمين، إن الناظر لمواكب حجاج بيت الله الحرام، اليوم، وهم يؤدون المناسك ويتنقلون بين المشاعر بكل يسر وسهولة، مكبرين مهللين بعد أن من الله عليهم بالوقوف على صعيد عرفات والمبيت في مزدلفة، وسط أجواء روحانية مفعمة بالسكينة والخشوع تحفهم عناية الرحمن يستشعر ما تقدمه حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- من خدمات ورعاية في مختلف المجالات، وتجنيد الطاقات البشرية والآلية لتحقيق كل ما يمكنهم من أداء مناسكهم بكل راحة وأمان واطمئنان ليتموا ما تبقى من مناسك الحج، متبعين سنة الرسول صلى الله عليه وسلم. إن ضيوف الرحمن هنا اليوم، ينعمون بجميع الخدمات التي يحتاجونها وتحيطهم من كل جانب المستشفيات والمراكز الصحية لوزارة الصحة والحرس الوطني ووزارة الدفاع ووزارة الداخلية التي تقدم خدماتها على مدار الساعة دون انقطاع في منظومة متكاملة من الخدمات والمشروعات العملاقة التي شهدتها المشاعر المقدسة التي كان لها بالغ الأثر في تمكين حجاج بيت الله الحرام من أداء النسك بكل يسر وسهولة، والتفرغ للذكر والدعاء وعبادة المولى سبحانه وتعالى وسط خدمات متكاملة وفرت لهم جميع الاحتياجات وذللت لهم الصعوبات حتى يتفرغوا لأداء مناسكهم. أجواء الفرح التي غمرت روحانية ضيوف الرحمن، حين اجتمع شرف المكان والزمان ولسان حالهم يلهج بالدعاء بأن يتقبل الله منهم الحج والدعاء وصالح الأعمال، مشهد يتجدد ويعكس ذلك النهج الثابت للمملكة التي شرفها الله وأعزها بخدمة الحرمين الشريفين ومن قصدهما من الأمة الإسلامية.