لا يهم الميليشيات الحوثية ولا النظام الإيراني حرمة الزمان والمكان رغم تمسحهم بمبادئ الإسلام، فالأوقات الحالية تشهد حركة المسلمين عبر المطارات المدنية للتوجه إلى البيت العتيق لأداء مناسك الحج ومع ذلك فإن تلك الميليشيات بدعم مطلق من النظام الإيراني الإرهابي تطلق المزيد من الطائرات المسيرة صوب المطارات المدنية بالمملكة، وقد تم اعتراض تلك الطائرات وإسقاطها صباح يوم أمس الأول قبل أن يحقق أصحابها أهدافهم الإرهابية الدنيئة في هذه الأيام المفعمة بأجواء الروحانية والإيمان في ظل تأدية ضيوف الرحمن لفريضتهم.
وقد اعتمدت تلك الميليشيات الإرهابية أسلوب الهجوم المتزامن، حيث قامت في وقت واحد بإطلاق تلك الطائرات المسيرة صوب المطارات المدنية بالمملكة وتنفيذ هجومها الإرهابي على أحد المعسكرات الحكومية بالعاصمة المؤقتة عدن بتعاون وتنسيق مطلقين مع تنظيم داعش الإرهابي، ولا تتورع تلك الميليشيات الإجرامية من التعاون مع أي تنظيم إرهابي كما هو الحال مع تعاونها المشهود مع النظام الإيراني لتمرير أجندتها الإرهابية القائمة على رفض الشرعية اليمنية المنتخبة بمحض إرادة اليمنيين وحريتهم، والقائمة على بسط نفوذها فوق أراضٍ ما زالت تغلي تحت أقدامها.
وكما ضربت تلك الميليشيات بكل القرارات والأعراف والمواثيق الدولية عرض الحائط ها هي اليوم تضرب بكل الأعراف الدينية والإنسانية عرض الحائط أيضا عبر اعتداءاتها المتلاحقة على المطارات المدنية بالمملكة بتلك الطائرات المسيرة الإيرانية الصنع في وقت يتوجه المسلمون فيه عبر تلك المنافذ الجوية إلى أقدس بقاع الأرض لأداء فريضتهم الإيمانية، وتلك اعتداءات تمثل استهانة بحرمة الزمان والمكان، واستهانة بمبادئ الإسلام وتشريعاته وتعليماته، واستهانة بأرواح المسلمين.
وتخطئ تلك الميليشيات في تقدير حساباتها، فالمحاولات الإرهابية الفاشلة باستهداف المطارات المدنية بالمملكة واستهداف المسافرين عبرها واستهداف المواطنين والمقيمين بالمملكة واستهداف الشرعية بالعاصمة اليمنية المؤقتة بالتعاضد مع إرهاب الدولة المتمثل في النظام الإيراني والتعاضد مع تنظيم داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية، تلك المحاولات هي جرائم حرب تنتهك القوانين الدولية والإنسانية، وسوف تستمر قيادة القوات المشتركة للتحالف بتنفيذ إجراءاتها الرادعة ضد تلك الميليشيات الإرهابية لتحييد وتدمير قدراتها بكل حزم وصرامة ليس دفاعا عن أراضي المملكة وعن الشرعية في اليمن فحسب، بل للدفاع في الوقت ذاته عن القوانين والأعراف الدولية والإنسانية المرعية.