ستجدون كيف يُعتدى على الكيانات الكروية ورجالاتها ونجومها وجماهيرها بلغة ترفضها أنفة الرجال، ولا يمكن أن تقال حتى في استراحات المساء، التي يجتمع فيها الأصدقاء..!!
سترتسم في مخيلتكم صور لأشخاص يقدمون كنقاد، يجردون الأندية المنافسة للنادي، الذي ينتمون إليه من قيمتها وبطولاتها، بلغة يترفع عنها صبية صغار في المدرج، وستصدمون بهبوط اللغة وغياب المهنية وتدني الثقافة وبارتفاع مستوى الصراخ المُغيب لأدب الحوار..!!
معتنقو مدرسة (الإهانة الثمينة) ليسوا أغبياء ولكنهم ليسوا أذكياء، فهم في منطقة وسطى، سمحت لهم بتصدير الإهانة واستيرادها وتقبلها، لتصب ويلاتها على رؤوسهم طالما هي تمنحهم الشهرة، فهم يعرفون جيداً أنهم بهذا الحضور «المشين» يهينون أنفسهم وأسرهم ويدمرون سمعة الإعلام الرياضي، ولكنهم لا يهتمون لذلك طالما أن هذه الإهانة، تقدم لهم الشهرة والمال وتأخذهم من هوامش الظلام إلى بؤرة الوهج الإعلامي، مهما كانت قيمة هذا الوهج متدنية على معيار أخلاقيات المهنة..
أعرف جيداً عشق جمال كرة القدم وأعرف تفاصيله بدقة متناهية وأعرف قوة جذب الانتماء لنادٍ مُعين، ولكني أدرك أن هذا الانجذاب لا يمكن أن يقام على الضدية بين الحب والعدوانية، إلا لدى مَنْ اتخذوه كمبدأ انتهازي لا يقيم للقيم والأخلاق أية اعتبار، مستندين على قاعدة (الغاية تبرر الوسيلة) كفتوى أخلاقية، تبرر لهم كل هذا الحضور الفاضح..
ما أعرفه أن مرجعية الإعلام الرياضي هي هيئة الرياضة، فهل تُخضع هيئة الرياضة هذا الإعلام للحوكمة الإعلامية..؟
إن فعلت ستعيده من مسارات التيه الطويل.