لا يمكن أن يحصي أحد عدد المرات التي تحدث فيها كتاب ومشاهير وأشخاص عاديون عن الذوق العام والاعتداء عليه بصور شتى نتيجة لرداءة الأخلاق وسوء السلوك عند البعض من الجنسين. وهنا أشير لأول مرة إلى الجنسين لأنني، فيما سبق، كنت أستبعد وقوع المرأة «الناعمة» في قلة الذوق.
لكن ما هو حاصل فعلا وما شهدت عليه في أكثر من مكان ومناسبة أن بعض النساء ينافسن الرجال في أزمة التعامل الراقي مع ما هو شأن عام أو أماكن عامة. أكثر من مرة نكون، على سبيل المثال، وقوفا في طابور «كاشير» وفجأة تأتي الأخت متجاوزة المسار كله لتكون الأولى، تماما كما يفعل زوجها أو أخوها حين يتجاوز المسار المنضبط لمسار السيارات ويدخل على إحداها عنوة لأنه وقح وقليل تربية.
مؤخرا رأيت رجلا «بثوبه وعقاله» يرمي في دورة المياه مناديله القذرة على الأرض بينما حاوية القمامة أمامه حتى أن عامل التنظيف استهجن تصرفه وتمتم ربما بجملة على هكذا تصرف وهكذا أخلاق.
والحق أنني أنا وأنتم نشاهد كل يوم «بلاوي» من سوء التصرف والسلوك الذي يؤذينا ويؤذي سمعتنا باعتبارنا مسلمين من المفترض أن نكون قدوة لغيرنا بحسب تعاليم ديننا ومكارم أخلاق نبينا وتعاليمه التي أتت لتحثنا على احترام أنفسنا والآخرين.
ما نحن فيه، من جهة الذوق العام، بعيد كل البعد عن هذه التعاليم الدينية، وهو أبعد وأبعد إن ناقشناه على مستوى التربية في البيوت وبين الآباء والأبناء والبنات. ولذلك فإن الأمر يتطلب حملات توعية تبدأ بالمدارس وتنتهي بالشارع؛ لكي يفهم كل مواطن أن اعتداءه على حقوق الآخرين في الأماكن العامة منكر من الدين ومستنكر من الناس. وأن مستوى تربيته من أهله يظهر من خلال سلوكه وتصرفاته مع غيره.
يجب أن نتخلص من عادة أنا ومن بعدي الطوفان؛ لأن هذه العادة مقيتة ومخزية ومؤذية.