ورغم أن هذه الصرخة قد أسعدت الشعب الجزائري، الذي يأمل بأن يكمل منتخب بلاده مشواره نحو المباراة الختامية، إلا أنها رسمت البهجة أيضا هنالك في الدمام، معقل الفريق الاتفاقي الذي يمثله رايس مبولحي.
أما عن سر كل تلك البهجة، فيتمثل في استعادة الأسد الجزائري لكامل عنفوانه وتألقه، عقب موسم قد يكون للنسيان مع «النواخذة»، وشكوك كبيرة في قدراته على حماية المرمى الجزائري في المحفل القاري، حتى إن الكثيرين وصف حراسة «محاربي الصحراء» بالصداع، الذي يقلق مضجع المدرب جمال بلماضي، لينهيه بالاعتماد على رايس مبولحي لخبرته الكبيرة وقدرته على تجاوز الأزمات، وهو ما ساهم في تألق المنتخب الجزائري، واختيار بلماضي على وجه التحديد كأفضل مدرب للدور الأول في كأس الأمم الأفريقية.
وكان عشاق «فارس الدهناء» في قمة قلقهم عقب تراجع مستوى قائد الفريق رايس مبولحي، متأثرا بتراجع مستوى الفريق، الذي عانى من عدم الثبات الفني، لتمثل الإصابة التي تعرض لها بكسر في الإبهام قبل ما يقارب الـ (4) أشهر، الضربة القاصمة لمحبي الاتفاق، الذين كانوا يخشون بأن ترسم هذه الإصابة بداية النهايات لمسيرة مبولحي مع الاتفاق.
أجرى الأسد الجزائري العملية الجراحية في فرنسا، وعاد لمتابعة مراحل علاجه في أروقة فارس الدهناء، وسط أمنيات من عشاقه بسرعة العودة والمساهمة في إنقاذ الاتفاق من ورطة التواجد في مناطق الخطر، لكنه عاد بعد ضمان النجاة، ولسان حال الاتفاقيين يقول: «ليته لم يعد»، حيث منيت شباكه بخماسية ثقيلة، أعادت الشكوك في رغبته بالاستمرار ضمن صفوف الفريق الاتفاقي، خاصة أنه أحد عمالقة الحراسة الأفريقية.
ومع انطلاق التحضيرات للموسم الجديد، بدت الإدارة الاتفاقية برئاسة خالد الدبل واثقة تماما على رغبة مبولحي بالاستمرار مع الفريق حتى نهاية عقده في العام (2022)م، فحرصت على دعمه خلال مشواره الأفريقي، لتكون عاملا مساعدا في استعادة مبولحي لمستوياته الكبيرة وثقته العالية، والتالي تسجيل ظهور متميز جدا، يتمنى رايس وكل الجزائريين والاتفاقيين بأن يكلل بالحصول على لقب القارة الأفريقية للمرة الثانية في تاريخ كرة القدم الجزائرية، التي طالما أنجبت العديد من اللاعبين البارعين والمتميزين.
الجماهير الاتفاقية ستترقب كثيرا عودة الأسد الجزائري للزئير من جديد برفقة كتيبتها، متأملة بأن تساهم خبراته الكبيرة في استعادة «النواخذة» لبريقهم المفقود، وبالتالي العودة بكل قوة للمنافسة على كل الألقاب المحلية والخارجية.