من أغرب الأخبار التي حملتها إلينا وسائل الإعلام خبر من فرنسا مضمونه، أن زوجين متقاعدين من جزيرة ألبرون الواقعة في جنوب غربي فرنسا أقاما دعوى قضائية ضد ديك يدعى موريس، متهمين الديك العاثر الحظ بأنه يقلق راحتهما كل صباح بصياحه غير المألوف عند الساعة السادسة والنصف. المحكمة الفرنسية قبلت الدعوى ضد الديك ويترقب المدعون صدور الحكم، الذي يحتمل أن يكون غرامة للديك أو لمالكه. ويمكن أن تصل الدراما بالمحكمة إلى عقوبات مبتكرة بحق الديك الصياح، واعتباره حيوانا غير مرغوب فيه، وخارجا عن نطاق آداب اللياقة والاحترام العامة.
الديك موريس يذكرنا بقصة في التراث العربي حول إنسان ولد أعمى، ولما بلغ من العمر عشرين عاما عاد إليه بصره لدقائق معدودة فقط، لم يتمكن خلالها إلا مشاهدة ديك وقد سأل من حوله ما هذا فأخبروه بأنه الديك. وبعد ذلك عاد إليه العمى بأمر الله تعالى، فأصبح الديك لديه شيئا للقياس فإذا حدثه أحد حول شيء لا يعرفه كان يبادر بالسؤال للتعرف عليه بمقارنته بالديك من حيث الطول والقصر والكبر والصغر.
ولعل غرابة القصص المرتبطة بالحيوانات تأخذنا إلى قلة حيلة الناس أحيانا في مواجهة تصرفات الحيوانات، بصورة لا تخلو من الغرابة والطرافة، والشيء الآخر الذي قد تعكسه هذه القصص أن اللجوء للجهات العدلية أصبح متأصلا في بعض المجتمعات حتى ولو كانت القضايا التي يواجهونها لا تمت بصلة لاختصاص تلك الجهات، فمن يخبرنا مثلا عن علاقة القضاء بالديك موريس وما سلطان القاضي عليه، وما مدى نجاعة أي حكم سيصدر عليه سواء بمنعه من عادة متأصلة فيه أو حتى بتغريم من يملكه من البشر. وفي كثير من هذه القصص التي تقام فيها الدعاوى القضائية ضد الحيوانات مزيج من الغرابة والطرافة، ومن ذلك في فرنسا في العام 1474م حيث قدم الناس في فرنسا ديكا للمحاكمة؛ لأنه قام بأمر خارق للعادة حيث باض بيضة، اعتبرها السكان أمرا شيطانيا، وقررت المحكمة في حكم قضائي أصدرته أن يصار إلى إحراق ذلك الديك العاثر الحظ. وأكثر من ذلك اعتبر ما قام به نوعا من المخالفة للطبيعة وصلت إلى حد أن وصف بالإلحاد، وأحرق وهو حي في ساحة إحدى المدن الفرنسية. والشكوى بجنس الحيوان فيما يتوافر من حكايات لم تقتصر على الديكة، فقد تعداها الأمر في بعض الحالات إلى حيوانات أخرى، من ذلك أنه في العام 1621 توفيت سيدة ألمانية بسبب بقرة دفعتها فسقطت على الأرض ميتة، وقدمت البقرة للمحاكمة حيث صدر بحقها حكم قضائي بإعدامها، وحرق جثتها، وتحريم أكل لحمها، أو استخدام جلدها في أي غرض، وفي العام 2008م تم تقديم دب للمحاكمة في مقدونيا بتهمة أنه هجم على خلايا عسل، وسرقتها وأكل العسل! وصدر بحق الدب حكم غيابي بإصلاح الخلايا المحطمة وتعويض ملاكها عن قيمة العسل، الطريف أن الدب لم يكن له مالك، فطلبت المحكمة من الدولة تحمل نفقات إصلاح الأضرار التي لحقت بخلايا العسل على نفقة الحكومة. ومن أطرف قضايا المحاكمة للحيوانات ما حدث فيما بين العامين 1815 و1892م بين فرنسا وبريطانيا حيث في تلك الفترة حدثت حروب بين الجانبين وأصبح لدى الناس في بريطانيا شك من كل شيء فرنسي، وحدث أن تحطمت سفينة فرنسية قبالة سواحل هارت لي بول البريطانية ولم ينج من الركاب إلا قرد شق طريقه إلى اليابسة بعد أن غرقت وتحطمت السفينة، فقام الأهالي بمطاردة ذلك القرد وملاحقته باعتباره جاسوسا فرنسيا، وزاد الأمر على ذلك بأن صدر بحقه حكم قضائي غيابي باعتباره جاسوسا أجنبيا ويجب أن يطبق بحقه الإعدام شنقا.
الناس لهم عالمهم، والحيوانات لها عالمها، وفضاء ثالث يجمع الاثنين مع شيء من الطرافة والغرابة كل يوم
الديك موريس يذكرنا بقصة في التراث العربي حول إنسان ولد أعمى، ولما بلغ من العمر عشرين عاما عاد إليه بصره لدقائق معدودة فقط، لم يتمكن خلالها إلا مشاهدة ديك وقد سأل من حوله ما هذا فأخبروه بأنه الديك. وبعد ذلك عاد إليه العمى بأمر الله تعالى، فأصبح الديك لديه شيئا للقياس فإذا حدثه أحد حول شيء لا يعرفه كان يبادر بالسؤال للتعرف عليه بمقارنته بالديك من حيث الطول والقصر والكبر والصغر.
ولعل غرابة القصص المرتبطة بالحيوانات تأخذنا إلى قلة حيلة الناس أحيانا في مواجهة تصرفات الحيوانات، بصورة لا تخلو من الغرابة والطرافة، والشيء الآخر الذي قد تعكسه هذه القصص أن اللجوء للجهات العدلية أصبح متأصلا في بعض المجتمعات حتى ولو كانت القضايا التي يواجهونها لا تمت بصلة لاختصاص تلك الجهات، فمن يخبرنا مثلا عن علاقة القضاء بالديك موريس وما سلطان القاضي عليه، وما مدى نجاعة أي حكم سيصدر عليه سواء بمنعه من عادة متأصلة فيه أو حتى بتغريم من يملكه من البشر. وفي كثير من هذه القصص التي تقام فيها الدعاوى القضائية ضد الحيوانات مزيج من الغرابة والطرافة، ومن ذلك في فرنسا في العام 1474م حيث قدم الناس في فرنسا ديكا للمحاكمة؛ لأنه قام بأمر خارق للعادة حيث باض بيضة، اعتبرها السكان أمرا شيطانيا، وقررت المحكمة في حكم قضائي أصدرته أن يصار إلى إحراق ذلك الديك العاثر الحظ. وأكثر من ذلك اعتبر ما قام به نوعا من المخالفة للطبيعة وصلت إلى حد أن وصف بالإلحاد، وأحرق وهو حي في ساحة إحدى المدن الفرنسية. والشكوى بجنس الحيوان فيما يتوافر من حكايات لم تقتصر على الديكة، فقد تعداها الأمر في بعض الحالات إلى حيوانات أخرى، من ذلك أنه في العام 1621 توفيت سيدة ألمانية بسبب بقرة دفعتها فسقطت على الأرض ميتة، وقدمت البقرة للمحاكمة حيث صدر بحقها حكم قضائي بإعدامها، وحرق جثتها، وتحريم أكل لحمها، أو استخدام جلدها في أي غرض، وفي العام 2008م تم تقديم دب للمحاكمة في مقدونيا بتهمة أنه هجم على خلايا عسل، وسرقتها وأكل العسل! وصدر بحق الدب حكم غيابي بإصلاح الخلايا المحطمة وتعويض ملاكها عن قيمة العسل، الطريف أن الدب لم يكن له مالك، فطلبت المحكمة من الدولة تحمل نفقات إصلاح الأضرار التي لحقت بخلايا العسل على نفقة الحكومة. ومن أطرف قضايا المحاكمة للحيوانات ما حدث فيما بين العامين 1815 و1892م بين فرنسا وبريطانيا حيث في تلك الفترة حدثت حروب بين الجانبين وأصبح لدى الناس في بريطانيا شك من كل شيء فرنسي، وحدث أن تحطمت سفينة فرنسية قبالة سواحل هارت لي بول البريطانية ولم ينج من الركاب إلا قرد شق طريقه إلى اليابسة بعد أن غرقت وتحطمت السفينة، فقام الأهالي بمطاردة ذلك القرد وملاحقته باعتباره جاسوسا فرنسيا، وزاد الأمر على ذلك بأن صدر بحقه حكم قضائي غيابي باعتباره جاسوسا أجنبيا ويجب أن يطبق بحقه الإعدام شنقا.
الناس لهم عالمهم، والحيوانات لها عالمها، وفضاء ثالث يجمع الاثنين مع شيء من الطرافة والغرابة كل يوم