لن أخفي عليكم هذه المرة أنني كتبت المقال قبل أن يقدح في ذهني أي بيت شعر أو مثل؛ لأن الحدث الذي ظل عالقا في ذاكرتي كان يتماثل أمامي عنوة كلما سئلت عن موقف يستعصي على النسيان.
ولكنني بعد أن انتهيت منه تذكرت مقولة للمفكر اللبناني ميخائيل نعيمة أحد رواد النهضة الفكرية والثقافية، والذي أفردت له المكتبة العربية مكانا كبيرا فهو الشاعر والقاص والمسرحي والناقد وكاتب المقال، وقد قال ذات يوم:(حبذا النسيان لو أن ما ننساه ينسانا، ما من نسيان على الإطلاق، بل هناك ذهول طارئ).
نعم فبعض المواقف حكايتها دهر رغم أنها لم تتجاوز بضعة أشهر أو سنوات، ليس لأنها مؤلمة فقط، بل لأنها تجاوزت حد العمق بكثير حتى أغرقتنا بتفاصيلها.
فكيف لنا أن ننسى دمعة أب ونحن نعلم لأي شيء ذُرفت، وبأي حزن سقطت، كيف لنا أن ننسى طفلة تحمل أخرى وهي لاتزال في أوج صباها.
كيف لنا أن ننسى غدر «رجل» تسمى بـ «اسم» لا يحمل منه سوى الصورة الخارجية لثوب بال لم يستر منه شيئا سوى فكره العقيم وهوى نفسه دون رادع من دين أو ضمير.
تمر بنا لاسيما في مجال عملنا الاجتماعي قصص وحكايات كثيرة بعضها يستعصي على النسيان، وكذلك هم الأشخاص، فمنهم من نرفع له القبعة احتراما، ومنهم من نتمنى أن نطأ عنقه احتقارا لشنيع فعلته.
بئس الأفعال تلك التي تشحننا بذكريات تعجز قلوبنا عن تقبلها أو الصفح عنها لاسيما تلك التي تأتينا ممن لم نتوقعها منهم يوما.
وبئس الأفعال تلك التي تجبرنا أن نقف في صفوف المتفرجين كجمهور كرة القدم لا نملك سوى التصفيق والغناء حماسا أيا كانت النتيجة.
وأتذكر مقولة للأديب والوزير الراحل الدكتور غازي القصيبي جاء فيها:(مشكلتي الحقيقية ليست النسيان، مشكلتي كثرة الذكريات)، فأتمنى أحيانا لو كان بمقدوري أن أنتزع قلبي من موقعه لأغسله ثلاثا بماء زمزم ثم أعيده سليما معافى إلى أي مكان آخر لعله يتجاوز كل حدث رآه أو سمعه، أو نُقل إليه بطريقة أو بأخرى.
وكم أتوق إلى برمجة العقل على ردود أفعال مختلفة نوعا ما عما اعتدنا عليه بعيدا عن مشاعر مرهفة لا تمت إلى المنطق بصلة من قريب أو بعيد.
وهنا لا أنسى لعبدالرحمن منيف مقولته الشهيرة: (لولا النسيان لمات الإنسان لكثرة ما يعرف، لمات من تخمة الهموم والعذاب والأفكار التي تجول في رأسه) وأضاف: (النسيان أسهل طريقة للحياة).
ويبقى كتاب الله والعلم الشرعي هو الشيء الوحيد الذي نرفع أكفنا ضراعة لله كي يبقى محفوظا في صدورنا، وقد حذر من ذلك خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان رضي الله عنه حين قال: «لكل شيء آفة، وآفة العلم نسيانه».
ولفاروق جويدة قصيدة جميلة انتقيت منها هذه الأبيات:
وقد نهفو إلى زمن بلا عنوان
وقد ننسى وقد ننسى
فلا يبقى لنا شيء لنذكره مع النسيان
ويكفي أننا يوما.. تلاقينا بلا استئذان
قبل الوداع:
سألتني: ما جميل وأجمل؟
فقلت: جميل أن تغير مكانك، فتنظر إلى حياتك من زاوية مختلفة، وبمنظور مختلف، مختلف جدا، والأجمل أن تفعل ذلك قبل فوات الأوان.
ولكنني بعد أن انتهيت منه تذكرت مقولة للمفكر اللبناني ميخائيل نعيمة أحد رواد النهضة الفكرية والثقافية، والذي أفردت له المكتبة العربية مكانا كبيرا فهو الشاعر والقاص والمسرحي والناقد وكاتب المقال، وقد قال ذات يوم:(حبذا النسيان لو أن ما ننساه ينسانا، ما من نسيان على الإطلاق، بل هناك ذهول طارئ).
نعم فبعض المواقف حكايتها دهر رغم أنها لم تتجاوز بضعة أشهر أو سنوات، ليس لأنها مؤلمة فقط، بل لأنها تجاوزت حد العمق بكثير حتى أغرقتنا بتفاصيلها.
فكيف لنا أن ننسى دمعة أب ونحن نعلم لأي شيء ذُرفت، وبأي حزن سقطت، كيف لنا أن ننسى طفلة تحمل أخرى وهي لاتزال في أوج صباها.
كيف لنا أن ننسى غدر «رجل» تسمى بـ «اسم» لا يحمل منه سوى الصورة الخارجية لثوب بال لم يستر منه شيئا سوى فكره العقيم وهوى نفسه دون رادع من دين أو ضمير.
تمر بنا لاسيما في مجال عملنا الاجتماعي قصص وحكايات كثيرة بعضها يستعصي على النسيان، وكذلك هم الأشخاص، فمنهم من نرفع له القبعة احتراما، ومنهم من نتمنى أن نطأ عنقه احتقارا لشنيع فعلته.
بئس الأفعال تلك التي تشحننا بذكريات تعجز قلوبنا عن تقبلها أو الصفح عنها لاسيما تلك التي تأتينا ممن لم نتوقعها منهم يوما.
وبئس الأفعال تلك التي تجبرنا أن نقف في صفوف المتفرجين كجمهور كرة القدم لا نملك سوى التصفيق والغناء حماسا أيا كانت النتيجة.
وأتذكر مقولة للأديب والوزير الراحل الدكتور غازي القصيبي جاء فيها:(مشكلتي الحقيقية ليست النسيان، مشكلتي كثرة الذكريات)، فأتمنى أحيانا لو كان بمقدوري أن أنتزع قلبي من موقعه لأغسله ثلاثا بماء زمزم ثم أعيده سليما معافى إلى أي مكان آخر لعله يتجاوز كل حدث رآه أو سمعه، أو نُقل إليه بطريقة أو بأخرى.
وكم أتوق إلى برمجة العقل على ردود أفعال مختلفة نوعا ما عما اعتدنا عليه بعيدا عن مشاعر مرهفة لا تمت إلى المنطق بصلة من قريب أو بعيد.
وهنا لا أنسى لعبدالرحمن منيف مقولته الشهيرة: (لولا النسيان لمات الإنسان لكثرة ما يعرف، لمات من تخمة الهموم والعذاب والأفكار التي تجول في رأسه) وأضاف: (النسيان أسهل طريقة للحياة).
ويبقى كتاب الله والعلم الشرعي هو الشيء الوحيد الذي نرفع أكفنا ضراعة لله كي يبقى محفوظا في صدورنا، وقد حذر من ذلك خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان رضي الله عنه حين قال: «لكل شيء آفة، وآفة العلم نسيانه».
ولفاروق جويدة قصيدة جميلة انتقيت منها هذه الأبيات:
وقد نهفو إلى زمن بلا عنوان
وقد ننسى وقد ننسى
فلا يبقى لنا شيء لنذكره مع النسيان
ويكفي أننا يوما.. تلاقينا بلا استئذان
قبل الوداع:
سألتني: ما جميل وأجمل؟
فقلت: جميل أن تغير مكانك، فتنظر إلى حياتك من زاوية مختلفة، وبمنظور مختلف، مختلف جدا، والأجمل أن تفعل ذلك قبل فوات الأوان.