تواجه المنطقة العربية تحديات عديدة أبرزها التمدد الإيراني الجغرافي والأيديولوجي الممنهج منذ أربعة عقود. ولا يتوقف هذا التوجه الفارسي الشرس على تمدده في دول جيرانه العرب، بل لديه طموحات في التمدد الأيديولوجي في دول عديدة في آسيا وإفريقيا وأوروبا وأمريكا الشمالية، فقد قبضت سلطات بعض الدول الآسيوية على خلايا إيرانية تحت مظلة طلاب علم للدراسة في جامعاتها.
تتوالى الشروط والعقوبات الأمريكية ضد إيران منذ أربعة عقود، وذلك منذ الثورة الخمينية في عام 1979م. وتهدف هذه العقوبات والشروط لإعادة إيران إلى النظام العالمي بسلام والتخلي عن تصدير الإرهاب والفوضى في المنطقة والعالم. وما يهمنا في هذا الشأن هو خروج إيران من الدول العربية فكريا وعسكريا والتخلي عن التدخل في شؤون العرب من خلال منظماتها الإرهابية المنتشرة في العراق وسوريا ولبنان واليمن وغيرها من الدول العربية، ناهيك عن خلاياها النائمة في دول المنطقة.
يحاول الفرس الهيمنة على المنطقة من خلال زعزعة الاستقرار بتدمير جيرانهم العرب اقتصاديا وسياسيا وأمنيا من خلال الطائفية والإرهاب الذي تستثمره إيران منذ أربعة عقود لتحقيق حلم الإمبراطورية الفارسية على حساب العرب. الحقد الفارسي ضد العرب له تاريخ طويل قبل وبعد الإسلام.
واليوم تدعم إيران المنظمات الإرهابية سنية وشيعية للإساءة للعرب بصفة عامة حتى تكسب دعم الدول الغربية لتكون شرطي المنطقة من جديد كما كان الحال في عهد حكم الشاة. لقد عاش العرب سنة وشيعة بسلام منذ عقود طويلة، لكن قيام الثورة الإيرانية أشاع الفوضى والإرهاب في المنطقة وجعلها بيئة خصبة للمنظمات الإرهابية التي تهدد أمن وسلامة شعوب المنطقة، بل تهدد الأمن والسلام العالمي.
قد لا تؤثر الدبلوماسية الهادئة مع إيران في الوصول إلى حلول مرضية لكافة الأطراف في المنطقة العربية وخارجها؛ لأنها لا تلتزم بالقوانين والأنظمة والأعراف الدولية ولا تحترمها. والوسيلة الجديرة بإعادة إيران إلى الصواب قد تكون من خلال الحصار الاقتصادي الحازم للقضاء على إرهابها ومنعها من امتلاك السلاح النووي الذي يهدد الأمن والسلام العالمي. وسيكون للشروط والعقوبات الأمريكية نتائج إيجابية تعود على المنطقة والعالم بالفائدة إن تم تحجيم تمددها على حساب العرب.