حينما نعود بالذاكرة إلى الماضي الجميل، نستحضر الاهتمام الكبير، الذي كانت توليه الأندية بالأنشطة الصيفية، وكيف كانت منبعا خصبا للمواهب، التي رسمت مسيرتها بأحرف من ذهب في مسيرة الرياضة السعودية، ونجحت في رفع راية «الوطن» عاليا في العديد من المحافل العالمية والدولية. وعاما بعد الآخر، بدأت تلك الأنشطة في التضاؤل، لتكسر شراكة وثيقة ومهمة جدا بالمجتمع، كانت تعد إحدى أهم مصادر النجاح في الأندية السعودية، خصوصا الفقيرة منها. الأصوات بدأت تتعالى مطالبة بعودة تلك الأنشطة الصيفية، التي ستساهم عودتها في حماية الجيل القادم من العديد من المخاطر، وتنمي في داخلهم حب الرياضة، والعمل بروح الفريق الواحد، إضافة إلى تعزيز الانتماء لأرض هذا الوطن الغالي. ووسط تلك المطالبات، كان لـ«اليوم» وقفة سريعة مع زهير الضامن عضو مجلس إدارة نادي النور، النادي الذي ينظم مهرجانا صيفيا، يستقطب ما يقارب الـ (300) ناشئا، أكد من خلالها أن الأنشطة الصيفية مهمة جدا في مثال هذه الأوقات، خصوصا في ظل اتساع مساحة الإجازة الصيفية وزيادة أوقات الفراغ، مبينا أن الفائدة من إقامة مثل هذه الأنشطة تعود بالفائدة على الأندية والمجتمع، خاصة أنها بيئة خصبة لاكتشاف المواهب الجديدة، في الوقت الذي تشعر فيه الأسر بالراحة نتيجة لملء أوقات فراغ أبنائهم بأنشطة رياضية ثقافية توعوية متنوعة ومفيدة. وأضاف: «التعلق بالسوشيال ميديا، أصبح قلقا يعكر أجواء جميع العائلات، ولذلك فإن مثل هذه الأنشطة تعد متنفسا حقيقيا لهؤلاء الأطفال، الذين يعاني الكثير منهم من ارتفاع مستوى البدانة والتبلد في الحس، بسبب الإكثار من استخدام الأجهزة الذكية والألعاب الإلكترونية». الضامن أكد أن مثل هذه المراكز الصيفية، التي تقام في الأندية الرياضية، هي إحدى الروافد المهمة لتحقيق «رؤية المملكة 2030»، فيما يتعلق برفع نسبة الممارسين للرياضة، متمنيا بأن يتم تخصيص ميزانيات مميزة لمثل هذه المراكز والتأكيد عليها من أجل إقامتها في كل أندية المملكة، في سبيل رفع الوعي والتشجيع على الرياضة، وبالتالي إنشاء مشاريع كبيرة لتخريج المواهب ونجوم كبار يخدمون الوطن في كل الألعاب والمستويات، مبينا أن هذه المنظومات تكون نقطة الانطلاقة لصناعة مدربين وإداريين على مستوى عالٍ جدا.
