بعد أن فشلت الأوروجواي في التأهل إلى نهائيات كأس العالم لكرة القدم عام 2006 على يد أستراليا في مباراة الملحق المؤهلة إلى المونديال، خرجت أصوات كثيرة من داخل أروقة الاتحاد المحلي تطالب بمحاسبة المتسببين، وقبل كل ذلك أن تقدم أكاليل الورد إلى المدرب الداهية أوسكار تاباريز الذي استبعد عن تدريب المنتخب بعد أن قاده في مونديال 1990 بإيطاليا. وبدأت ملامح عودة منتخب أوروجواي إلى الواجهة مرة أخرى تحت أنظار المدرب العجوز، حيث أظهر تاباريز صحة قرار اتحاد القدم بتعيينهم إياه مدربا لـ«السيليستي»، حيث لم يغب عن المشاركة في مونديالات 2010 و2014 و2018، بل ولم يقص من الأدوار الأولى، وقادهم للمركز الرابع في مونديال 2010، والفوز بكأس كوبا أمريكا عام 2011، والمركز الرابع في كأس القارات عام 2013، وبات أول مدرب في تاريخ كرة القدم يقود منتخب بلاده في أربع مشاركات متتالية، أعوام «1990 و2010 و2014 و2018». لكن ضابط الشرطة السابق الذي تم نصحه من قبل الأطباء باعتزال التدريب بسبب مشكلة خطيرة في الجهاز العصبي لديه «الاعتلال العصبي المزمن»، والتي قد تصل إلى الشلل في حالات مشابهة، لم يأبه لما قاله هؤلاء الأطباء، فقرر مواصلة التدريب، واضطر لاستخدام كرسي كهربائي للتنقل في أرضية الملعب أثناء التدريبات، ناهيك عن استخدامه للعكاز من أجل الوقوف لتوجيه اللاعبين في المباريات، ولا يزال عشقه للتدريب مستمرا رغم كل الظروف الصحية المحيطة به. تاباريز.. الذي وضع على شرفة منزله في العاصمة مونتفيدييو مقولة منسوبة إلى تشي جيفارا: «يجب أن تقوي نفسك بدون فقدان حنانك»، يبدو أنه يعلم جيدا ماذا يقوله الثائر الأرجنتيني؛ لأنه وبكل بساطة قد قام بثورة أخرى في عالم كرة القدم، وتحديدا في بلاد «سويسرا أمريكا اللاتينية».