روى ابن قتيبة الدينوري في عيون الأخبار: «استأذن رجلان على معاوية رضي الله عنه، فأذن لأحدهما وكان أشرف منزلة من الآخر، ثم أذن للآخر، فدخل عليه فجلس فوق صاحبه، فقال معاوية: إن الله قد ألزمنا تأديبكم كما ألزمنا رعايتكم، وإنا لم نأذن له قبلك ونحن نريد أن يكون مجلسه دونك، فقم لا أقام الله لك وزناً».
لو نقلنا المشهد من العصر الأموي إلى عصرنا الحاضر، لقلنا- لو كنا نستطيع- للكثير ممن نراهم في المناسبات: قم! لا أقام الله لك وزناً!
فالمشاركون في ماراثون الكراسي لحجز الكراسي في المقدمة في كل محفل يقدمون مشاهد عجيبة وغريبة، بل ومؤلمة في أحيان كثيرة!
تحضر مناسبة فتجد صغار السن قد حجزوا كراسي الصفوف الأولى قبل الكبار، بلا مراعاة ولا احترام لسن الكبير ومكانته، بل قد تجد من آباء هؤلاء الصغار تشجيعاً لهم على هذه الممارسة!
وفي مناسبة أخرى، تجد أهل البلد الذي تقام المناسبة في مدينتهم، يُسابقون الضيوف الذين جاءوا من بلدان أخرى على كل شيء، رغم أن حق الضيف التقدير والاحترام والإكرام.
وتحضر فعالية لمؤسسة أو إدارة حكومية فتجد من أخذ الكراسي الأولى هم موظفو المؤسسة، أما الضيف فلا يكاد يجد أي مكان.
مثل هذه المشاهد لا يمكن أن تخطئها العين في كل مناسبة من مناسباتنا، والسؤال الذي يطرح نفسه: ما الذي أعمى المشاركين في ماراثون الكراسي عن قيمهم ومبادئهم التي تحث على احترام الكبير، وإنزال الناس منازلهم؟
لعله ضعف التنظيم فلو رتبت الأمور وحُددت الكراسي قبل بداية الحفل لخفتت المظاهر السلبية، وقد يكون ضعف الوعي الذي يجعل البعض يظن أن مكانته متوقفة على مكان كرسيه، وقد يكون سلبيتنا وسكوتنا عن بيان خطأ مثل هذه الأمور، فيوماً من الأيام كان الكبار يقومون بأدوار كبيرة في ضبط القيم المجتمعية، وقد يكون غير ذلك.
ولكن أياً كان السبب، فإن ماراثون الكراسي ينبئ عن قلة الوعي والإدراك، وضعف التربية والثقة بالنفس لدى الفائز فيه، فالمكانة لا تؤخذ من كرسي في محفل، وقيمنا لا تحث إلا على التواضع وكرم النفس.
إن كان لي أمنية، فأتمنى ألا تكون مناسبات اجتماعنا سبباً لتباعدنا، كما أتمنى من كل جهة مسؤولة عن تنظيم مناسبة عامة، أن تحرص على تحديد الكراسي في الدعوات قبل إرسالها، على الأقل حتى لا نُخرج أسوأ ما لدى البشر!
لو نقلنا المشهد من العصر الأموي إلى عصرنا الحاضر، لقلنا- لو كنا نستطيع- للكثير ممن نراهم في المناسبات: قم! لا أقام الله لك وزناً!
فالمشاركون في ماراثون الكراسي لحجز الكراسي في المقدمة في كل محفل يقدمون مشاهد عجيبة وغريبة، بل ومؤلمة في أحيان كثيرة!
تحضر مناسبة فتجد صغار السن قد حجزوا كراسي الصفوف الأولى قبل الكبار، بلا مراعاة ولا احترام لسن الكبير ومكانته، بل قد تجد من آباء هؤلاء الصغار تشجيعاً لهم على هذه الممارسة!
وفي مناسبة أخرى، تجد أهل البلد الذي تقام المناسبة في مدينتهم، يُسابقون الضيوف الذين جاءوا من بلدان أخرى على كل شيء، رغم أن حق الضيف التقدير والاحترام والإكرام.
وتحضر فعالية لمؤسسة أو إدارة حكومية فتجد من أخذ الكراسي الأولى هم موظفو المؤسسة، أما الضيف فلا يكاد يجد أي مكان.
مثل هذه المشاهد لا يمكن أن تخطئها العين في كل مناسبة من مناسباتنا، والسؤال الذي يطرح نفسه: ما الذي أعمى المشاركين في ماراثون الكراسي عن قيمهم ومبادئهم التي تحث على احترام الكبير، وإنزال الناس منازلهم؟
لعله ضعف التنظيم فلو رتبت الأمور وحُددت الكراسي قبل بداية الحفل لخفتت المظاهر السلبية، وقد يكون ضعف الوعي الذي يجعل البعض يظن أن مكانته متوقفة على مكان كرسيه، وقد يكون سلبيتنا وسكوتنا عن بيان خطأ مثل هذه الأمور، فيوماً من الأيام كان الكبار يقومون بأدوار كبيرة في ضبط القيم المجتمعية، وقد يكون غير ذلك.
ولكن أياً كان السبب، فإن ماراثون الكراسي ينبئ عن قلة الوعي والإدراك، وضعف التربية والثقة بالنفس لدى الفائز فيه، فالمكانة لا تؤخذ من كرسي في محفل، وقيمنا لا تحث إلا على التواضع وكرم النفس.
إن كان لي أمنية، فأتمنى ألا تكون مناسبات اجتماعنا سبباً لتباعدنا، كما أتمنى من كل جهة مسؤولة عن تنظيم مناسبة عامة، أن تحرص على تحديد الكراسي في الدعوات قبل إرسالها، على الأقل حتى لا نُخرج أسوأ ما لدى البشر!