منذ اللحظات الأولى التي أقبل بها شهر رمضان المبارك شهر الصيام والخير والقيام، وأنا أخطط وأرتب لعمل جدول أستطيع من خلاله استغلال هذا الشهر الفضيل بشكل صحيح خير استغلال حتى لا ينتابني الشعور بالندم بعد انقضائه. فأحدد في هذا الجدول أهدافا بسيطة ويومية، أحرص من خلالها على التوفيق على المحافظة على الصحة الروحية والجسدية، عن طريق تغذية الروح بالعبادة والتقرب لله وطاعته وتغذية الجسد بالغذاء النافع والرياضة بعد الافطار بساعة.
ومن ثم أسعى لتخصيص جزء من يومي لممارسة هوايتي في النحت لمدة ٣ ساعات، أعيد بها شحن طاقتي الإبداعية من خلال صنع مجسمات مختلفة مواضيعها، وفي الغالب تكون فكرتها وليدة اللحظة لم أتعمد التخطيط لها مسبقا، فمنذ بداية رمضان قمت بإنجاز اثنين من الأعمال النحتية، إذ أني أكتفي بالممارسة فقط حاليا دون عمل دورات تدريبية في هذا المجال .
ومحاولة إيجاد وقت لممارسة هوايتي يعتبر إنجازا بالنسبة لي، بين زحمة الالتزامات اليومية في شهر رمضان بين نفسي والعائلة. فلقد اعتاد الأقارب في شهر رمضان على الاجتماع بشكل يومي لتناول وجبة الإفطار معا.
لذلك فأنا أحاول تقسيم وقتي في رمضان بحيث أكون متفرغة كل يوم صباحا لقراءة جزأين من القرآن الكريم ومساء يقسم بين العائلة وممارسة رياضة المشي ثم الذهاب للنادي الرياضي لعمل بقية تمارين اللياقة لمدة ساعة ونصف ومن بعدها الانتقال إلى ورشتي وأنا كلي شغف لممارسة هوايتي وإنتاج المزيد من المجسمات الطينية.
وأرى أن من واجبنا تجاه أنفسنا أن نوازن بين أدائنا الروحي والجسدي، فإن خير الأمور أوسطها وأكرم الصفات ما كان بين الإفراط والتفريط، حتى لا تمل النفس كثرة الواجبات والأعمال، فالاعتدال بين الروح والجسد ليس بالأمر الهين. رغم ذلك تجده في ديننا الحنيف حيث قد كان هدي النبي "عليه الصلاة والسلام "دوما عن الاعتدال... واختم حديثي، بقوله تعالى : {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ}.